الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها السيد ابن طاووس عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): إذا ملأ نجفكم السيل والمطر، وظهرت النار بالحجاز في الأحجار والمدر، وملكت بغداد التتر، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر. [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص٣٦٩]
وهي كما هو ظاهر منها تتكلم عن أحداث تحصل قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، وليس في الرواية ما يشير إلى كون هذه العلامات متاخمة وقريبة من عصر الظهور بالضرورة، بل يمكن القول إنها من الأحداث التي وقعت فعلاً في الماضي، لا سيما مع كون سيطرة التتر وقع بعد سقوط الدولة العباسية سنة ٦٥٦هـ.
وكذلك ظهور النار بالحجاز في الحجر والمدر، فقد روى كثير من المؤرخين حصول ما يشبه ذلك في سنة ٦٥٤هـ في الحجاز، فقد روى ابن كثير في البداية والنهاية: لمّا كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخرة، سنة أربع وخمسين وستمائة، ظهر بالمدينة النبوية دوي عظيم، ثم زلزلة عظيمة رجفت منها الأرض والحيطان والسقوف والأخشاب والأبواب، ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور، ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا، وهي نار عظيمة إشعالها أكثر من ثلاث منارات، وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء، وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل، والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيراناً، وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد ما أشفقنا أن تجيء إلينا، ورجعت تسيل في الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة، فيها أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه (إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر) وقد أكلت الأرض. [البداية والنهاية لابن كثير: ج١٣، ص٢٢٠]
وهذان الحدثان كما هو واضح متقاربان زمنياً من بعضهما البعض كما يظهر من تاريخ حصولهما، وأمّا كيف تظهر النار في الحجر والمدر، فيمكن تصور ذلك بانفجار الغازات الحبيسة تحت الأرض أو النفط كما في البراكين، وإلّا فلا يمكن تصور أن نفس الحجارة تحترق من تلقاء نفسها بعيداً عن اختلاطها بما يوجب لها ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)