الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) كلهم من نور واحد وهم الأدلّاء على الله، ولا يعرف الله تعالى إلّا بسبيل معرفتهم، ولا مانع أن تتوسل بهم جميعاً أو بكل واحد منهم، والمقصود من أولوية التوسل بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) باعتبار أنه إمام زماننا والشاهد على أعمالنا، وقد ورد في الحديث المعتبر أن الملائكة إذا أرادوا أن يرفعوا عملاً إلى الله تعالى فإنما يتم لهم ذلك عن طريق الإمام الحي والذي له فعلية الإمامة بالنسبة للناس، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: إذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الأئمة واحداً بعد واحد إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السلام) ثم يخرج إلى الدنيا، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله (عزَّ وجل) عملاً عرض على صاحب الزمان (عليه السلام)، ثم يخرج على واحد بعد واحد إلى أن يعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم يعرض على الله (عزَّ وجل) فما نزل من الله فعلى أيديهم، وما عرج إلى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله (عزَّ وجل) طرفة عين) [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٨٧].
ولا يخفى عليكم أن الإمام الحي والذي نحن نأتم به الآن، هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ويؤيد هذا المعنى ما ورد في زيارة آل ياسين الواردة عن الإمام صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) فقد جاءت في سياق التوسل بالأئمة (عليهم السلام) والذي نلاحظه في مضامينها وفقراتها أنها متجهة في خطابها إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالخصوص، فقد روى الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال: خرج توقيع من الناحية المقدسة: إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى سلام على آل يس، السلام عليك يا داعي الله، ورباني آياته، السلام عليك يا باب الله وديان دينه، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك، السلام عليك يا بقية الله في أرضه... إلى آخر الزيارة. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج٢، ص٣١٦]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)