الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أن لحظة تتويج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالإمامة إنما حصل في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول أي بعد وفاة أبيه الإمام العسكري (عليه السلام) من غير فصل ولا تأجيل، فقد سأل صفوان بن يحيى الإمام الرضا (عليه السلام) عن الزمن الذي يعلم الإمام أن الإمامة قد انتقلت إليه فقال (عليه السلام): يعلم ذلك حين يمضي صاحبه، قلت: بأي شيء؟ قال: يلهمه الله (عزَّ وجلَّ) ذلك. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص٤]
والذي يؤيد ذلك أيضاً ما رواه الشيخ الكليني عن الإمام الباقر (عليه السلام): لو أن الإمام رُفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص١٧٩]
ولما كان اليوم التاسع من شهر ربيع الأول قد ورد فيه بعض الأخبار على أنه يوم فرح وسرور كما في رواية أحمد بن إسحاق القمي عن الإمام الهادي (عليه السلام) والتي نقلها الشيخ المجلسي في بحار الأنوار، ج٣١، ص١٢١، استقرب لأجل ذلك بعض الأعلام أن السبب في كون هذا اليوم هو يوم فرح لكونه أول يوم يبدأ فيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إمامته وخلافته، وقد أشار السيد ابن طاووس (رحمه الله) في كتابه (إقبال الأعمال) إلى ذلك بقوله: فيكون ابتداء ولاية المهدي (عليه السلام) على الأُمة يوم تاسع ربيع الأول، فلعل تعظيم هذا اليوم وهو يوم تاسع ربيع الأول لهذا الوقت المفضل والعناية للمولى المعظم المكمل. [إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس: ج٣، ص١١٣]
وإن كان هذا لا ينافي وجود مناسبات أخرى يفرح فيها المؤمنون، وهو يوم هلاك طواغيت العصر وأعداء فاطمة (عليها السلام)، كما ورد أيضاً في روايات أخرى.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
