الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الخوف الذي يُنسب للإمام (عجّل الله فرجه) في الأدعية والزيارات أو الذي تُعلل به الأحاديث غيبته وعدم ظهوره إنما يُقصد به الخوف الممدوح الذي تكون بواعثه الخشية على المشروع الذي أنيط به (عجّل الله فرجه) ولعلمه أنه المدَّخر والمكلف لإقامة الدولة الإلهية في الأرض، وهي بطبيعة الحال محل استقصاء وطلب من قبل الظالمين والطغاة، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه عن أوجه الشبه بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ونبي الله موسى (عليه السلام) قوله: إن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرين ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى (عليه السلام) بحفظ الله تبارك وتعالى إياه، وكذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى الله (عزَّ وجلَّ) أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلّا أن يتم نوره ولو كره المشركون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥٤]
ولأن الحفظ الإلهي وحراسة السماء له لا تتنافى مع الأسباب الطبيعية ولا تلغيها، فكان من اللازم أن يستشعر الإمام (عجّل الله فرجه) الخوف والتوجس من كل ما قد يؤدي إلى القضاء عليه أو إلحاق الضرر به، بل وحتى ما يمكن أن يلحق بالمؤمنين أو الأبرياء من الأذى والظلم كما حصل في إبادة أطفال بني إسرائيل في عهد فرعون حين أراد القضاء على موسى (عليه السلام)، ولا فرق بين أن يكون هذا الخوف في زمن الغيبة أو في زمن الحضور لأن المهمة التي توكل بها من قبله تعالى تجعله في معرض التهديد والخطر حتى بعد الظهور، ولأجل ذلك يدعو الداعي من الله تعالى أن يوفر له كل الأسباب سواء العادية منها أو الغيبية لوقاية الإمام (عجّل الله فرجه) من كل ما قد يصيبه أو يصل إليه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)