الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
هو إحدى الشخصيات الظلامية الذي تنبأت بعض الروايات بأن على يديه يكون هدم الكعبة، وقد ذكرت له صفات منها أنه من الحبشة وأنه دقيق الساقين وقد أكثرت روايات العامة من ذكره، فقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة. [البخاري: ج٢، ص١٥٨]
وروى أحمد بن حنبل عن ابن عباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: كأني أنظر إليه أسود أفحج، ينقضها حجراً حجراً، يعني الكعبة. [مسند أحمد بن حنبل: ج١، ص٢٢٨]
وأمّا في مصادرنا فلم نجد لذكره إلّا رواية واحدة وهي معتبرة السند رواها الحميري عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) جاء فيها: تاركوا الحبشة ما تاركوكم. فوالذي نفسي بيده لا يستخرج كنز الكعبة إلّا ذو السويقتين. [قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري: ص٨٢]، والرواية كما هو واضح لا دلالة فيها على هدم الكعبة أو نقضها حجراً حجراً، بل فيها إشارة إلى استخراج هذا الحبشي كنز الكعبة لا أكثر من ذلك.
ويؤيد استبعاد هدمها ما رواه السيد ابن طاووس (رحمه الله) قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) تحت الميزاب وهو يدعو وعن يمينه عبد الله بن الحسن وعن يساره حسن بن حسن، وخلفه جعفر بن حسن، قال: فجاءه عباد بن كثير البصري، قال: فقال له: يا أبا عبد الله، قال: فسألت عنه حتى قالها ثلاثاً، قال: ثم قال له: يا جعفر، فقال له: قل ما تشاء يا أبا كثير، قال: إني وجدت في كتاب لي، علم هذه البنية رجل ينقضها حجراً حجراً، قال: فقال له: كذب كتابك يا أبا كثير، ولكن كأني والله بأصفر القدمين، حمش الساقين، ضخم البطن، رقيق العنق، ضخم الرأس، على هذا الركن، وأشار بيده إلى الركن اليماني، يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه، قال: ثم يبعث الله له رجلاً مني - وأشار بيده إلى صدره - فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد. [إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس: ص٥٨٢]
والرواية كما هو واضح تنفي هدم الكعبة وإنما تؤشر إلى وقوع اضطرابات في بلاد الحرمين وخلل في الوضع الأمني في الحجاز يؤدي إلى استيلاء هذا الحبشي على الحرم المكي وبث الذعر بين أهله، ثم تكون نهايته على يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)