الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر صاحب مجمع البحرين ثلاثة مواضع تسمى بالزوراء، وهي: بغداد، وموضع بالمدينة، وجبل بالري. [مجمع البحرين للطريحي: ج٣، ص٣٢٠]
ونقل ياقوت الحموي في معجم البلدان: أن الزوراء هي مدينة أبي جعفر المنصور خاصة. [معجم البلدان للحموي: ج١، ص٤٥٦]، والتي تقع في الجانب الغربي من بغداد. [معجم البلدان للحموي: ج٣، ص٤٦]
ومع التعدد في الإطلاق لا يمكن الجزم بالمقصود منها إلّا إذا توفرت قرينة توضح المراد، وفي بعض الروايات قد يبين الإمام (عليه السلام) مقصوده منها وأحياناً قد نفهم ذلك من سياق ألفاظ الرواية.
فمثال الأول ما روي عن معاوية بن وهب، قال: تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت شعر لابن أبي عقب:
وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * * * ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن
ثم قال لي: تعرف الزوراء؟ قال: قلت: جعلت فداك، يقولون: إنها بغداد. قال: لا. ثم قال (عليه السلام): دخلت الري؟ قلت: نعم، قال: أتيت سوق الدواب؟ قلت: نعم، قال: رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفاً، منهم ثمانون رجلاً من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة. قلت: ومن يقتلهم جعلت فداك؟ قال: يقتلهم أولاد العجم. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص١٧٧]
ومثال الثاني ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة. [الأمالي للشيخ الطوسي: ص١٩٩]، أي بقرينة رجوعه (عليه السلام) من مدينة النهروان التابعة لمدينة بغداد نعلم أن المقصود منها هي نفسها لا غير.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)