الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
عن الحسن بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الأمر سُنة من أربعة أنبياء: ... قلت: فما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبة... . [الغيبة للنعماني: ص١٦٧ – ١٦٨]
وقد رجّح الشيخ محمد تقي التستري أن يكون ذكر السجن كسُنة للنبي يوسف (عليه السلام) وللإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو من تصرفات الواقفة الذين خلطوا كلامهم عند الرواية عن الصادق بكلامه (عليه السلام): وذلك محاولة منهم لتطبيق هذه الروايات على الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الذي سجنه هارون وزعموا أنه حي لم يمت. [قاموس الرجال للشيخ محمد تقي التستري: ج١١، ص٢٣]
لذا فإن الشيخ الطوسي روى نفس هذه الرواية بسند آخر ولم يُذكر فيها السجن، بل ذُكرت فيها الغيبة فقط. فقد قال ما نصه: وروى محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: في صاحب هذا الأمر [أربع] سنن من أربعة أنبياء: ... وأمّا سنة من يوسف (عليه السلام) فالغيبة... . [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٢٤، ح ٤٠٨]
وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالسجن في هذه الأخبار –على فرض صحتها-: السجن المعنوي والعزلة عن الخلق، فإنه (سلام الله عليه) كأنه في سجن من جهة عدم مخالطته للناس.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)