الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب البعض إلى أن هناك انتظاراً إيجابياً وانتظاراً سلبياً على مستوى النظرية والتطبيق.
أمّا الانتظار الإيجابي على مستوى النظرية فهو أن يكون المكلّف معتقداً بلزوم الاستعداد والتهيؤ والسعي في نشر مفاهيم الدين بعد التمسك بأحكام الشريعة ويعتقد بأن قائده معه يراقب أعماله ويعرف أقواله ويأسف لسوء تصرفه.
أمّا على مستوى التطبيق فهو تطبيق الاعتقاد بالنظرية، ويتمثل ذلك بالالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الإلهية السارية في كل عصر على سائر علاقات الفرد وأفعاله وأقواله، حتى يكون متّبعاً للحق الكامل والهدى الصحيح، وأن يسعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمقدار المسجل في الموسوعات الفقهية، فيكتسب الإرادة القوية والإخلاص الحقيقي الذي يؤهّله للتشرُّف بتحمل طرف من مسؤوليات اليوم الموعود.
وعكس هذا تماماً يكون الانتظار السلبي.
ولكن تقسيم الانتظار إلى إيجابي وسلبي لم يرد في لسان روايات أهل البيت (عليهم السلام) كمصطلح، وإن أغلب أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لا ينطبق عليهم مفهوم الانتظار السلبي -إلّا من شذّ منهم كالذين يعتقدون بلزوم نشر الفساد لظهور الحجة (عجّل الله فرجه)- لأن الانتظار كالإيمان على مراتب متعددة تختلف فيما بينها شدةً وضعفاً، وإن أدنى ما يمكن أن يفعله المنتظِر في زمن الغيبة الكبرى هو أنْ يدعو بالفرج لمولاه، وهو بهذا منتظر انتظاراً ايجابياً إلّا أنه بمرتبة دانية، وهناك مراتب عالية كمن يسعى لتحقيق العدالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)