الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
توجد في المقام طائفتان من الروايات الطائفة الأولى: تصرح بالنهي عن ذكر الاسم فقد ذكر العلامة المجلسي في باب خصه بالنهي عن التسمية ثلاثَ عشرةَ رواية عن تسع من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وإن أكثر هذه الروايات منعت الناس عن التصريح باسم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ففي بعضها (لا يحل) وفي بعضها (يحرم) وخصوصاً بملاحظة ما ورد عن الصادق (عليه السلام) حيث قال: (لا يسميه باسمه إلّا كافر). [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص٣١]
الطائفة الثانية: روايات وردت عن لسان المعصومين (عليهم السلام) تصرح باسم الإمام منها حديث اللوح، حيث ذكر في هذا الحديث أسماء الأئمة الاثني عشر ومن جملتهم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ومنها ما قاله النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لسلمان المحمدي (ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله) وهكذا صرح بعض أئمة أهل البيت (عليهم السلام) باسمه المبارك. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج١، ص٤٢٣]
إن الجمع بين الطائفتين هو من خلال حمل الطائفة الأولى على زمان خاص وهو زمن الغيبة الصغرى حيث أرادوا من ستر اسم المهدي (عجّل الله فرجه) أن يحفظوا شيعتهم من خطر الحوادث، وعلى الأقل حفظ النواب الأربعة من تعرض الأعداء، ويستشهد بالتوقيع الذي خرج عنه (عجّل الله فرجه) بقوله: ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص٣٣]
والذي يستقرأ روايات أهل البيت (عليهم السلام) يفهم أن كلمة الناس تطلق على غير شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، نعم لو كانت هذه المكاتبة صدرت عنه في الغيبة الكبرى، كالتوقيع الذي صدر من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (رحمه الله) لقلنا: إن النهي عن ذكر اسمه المبارك يشمل حتى زمن الغيبة الكبرى.
ومما يقوى هذا الجمع أن هذا النهي ورد في إفشاء السر بولادته في زمان خاص، فلو كان هذا التصريح غير جائز في كل زمان، فلماذا صرح النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) باسمه في عدد كثير من الروايات كما سبق.
وقد ألّف الشيخ الحر العاملي كتاباً بعنوان (كشف التعمية في حكم تسمية صاحب الزمان (عجّل الله فرجه)) ذهب فيه إلى جواز التسمية في هذه العصور بعد مناقشة الأقوال والروايات الناهية إلى الحرمة.
ويمكنكم مطالعة الكتاب عبر الرابط التالي:
m-mahdi.net/main/books-٣٦١
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)