الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن كنت تسأل عن الصحة السندية فهي ضعيفة سنداً، ولكن الضعف السندي لا يعني إهمال هذه الروايات الكثيرة ما دامت لم تخالف كتاب الله ولا السُنة الثابتة ولم يترتب عليها حكم شرعي، وهذه الطائفة من الروايات بنحو الإجمال منسجمة مع رؤيتنا لآفاق المستقبل في عصر الظهور حيث نعتقد أن الله سيُظهر الدين الإسلامي على الدين كله ولو كره المشركون، ومن خلال هذه الآية نستوحي أن الذين يبقون من اليهود المعاندين المعلنين الحرب لتقويض الدولة المهدوية العالمية وغيرهم ممن هم على شاكلتهم حتى وإن كانوا مسلمين سيقاتلهم وينتصر عليهم الإمام (عجّل الله فرجه) بالوسائل المتداولة في ذلك العصر.
أمّا باقي الجزئيات –كامتناع شجرة الغرقد عن البوح بمكان الكافر وأمثالها- فلا يمكن الجزم بها بشكل تفصيلي وفي مثل هذه الحال نحن نرجئ علم هذه الرواية إلى أهلها كما جاء عن أهل البيت (عليهم السلام)، والروايات في هذا المعنى عديدة، منها ما جاء في [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٥٥٧ – ٥٥٨، ب٢٢- باب فيمن لا يعرف الحديث فرده، ح١]
عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: أما والله إن أحب أصحابي إليَّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم بحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليَّ الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنّا فلم يعقله ولم يقبله قلبه، اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا سند فيكون بذلك خارجاً من ولايتنا.
وفي الحديث (٣) روي عن سفيان بن السيط قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذِّبه، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أليس عنّي يحدثكم؟ قال: قلت: بلى، قال: فيقول: لليل أنه نهار وللنهار أنه ليل؟ قال: فقلت له: لا، قال: فقال: ردّه إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا.
في الحديث (٤) روي عن علي السناني عن أبي الحسن (عليه السلام) أنه كتب إليه في رسالة: ولا تقل لما بلغك عنّا أو نسب إلينا هذا باطل وإن كنت تعرفه خلافه فإنك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة.
وقد يُضاف إلى ما تقدم:
إن الرواية في مقام الكناية عن استحالة هرب الأعداء من الإمام (عجّل الله فرجه) إلّا نادراً جداً، وقد عبّر عن تلك الندرة بأن من يختفي وراء شجرة الغرقد فإنها لا تدله عليه.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)