الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن كان مقصودك من الحكمة هي العلة التامة فلا يعلم العلة التامة إلّا الله (جلَّ وعلا).
أمّا إن كان مقصودك منها الحكمة أو الفائدة فنقول هناك فوائد كثيرة:
منها الانتظار بمعنى ترقّب ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) في كل زمان.
ومنها أن كل وقت فُرِض فهو في معرض البداء وبأن المستعجل لظهوره هالك لعدم قبوله بالقضاء الإلهي والتقدير الازلي، وبأن المسلّم لظهوره والقائل به في وقت ما ناجٍ لاعتقاده بالحق من وجهين:
أحدهما ظهوره، وثانيهما عدم الاستعجال المستلزم لتفويض الأمر إليه تعالى والرضا بقضائه وتقديره وقد ورد عن الفضل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) (قال: قلت: لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسى (عليه السلام) لما خرج وافداً إلى ربه، واعدهم ثلاثين يوماً، فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه: قد اخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم [به] فقولوا: صدق الله، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله، تؤجروا مرتين).
فقوله (إن موسى (عليه السلام) لما خرج) ظاهر في التعليل ويشعر بأنه ينبغي عدم تعيين الوقت لظهور هذا الأمر إذ كل وقت فرض فهو وقت بَدْوي يمكن أن يجري فيه البداء والإرادة والتخلف، فلو عيّن الوقت له وجرى فيه البداء وتخلّف الظهور لافتتن الخلائق ورجعوا عن الحق، كما وقع مثل ذلك في قوم موسى (عليه السلام)، ولكن الأنبياء والأوصياء قد يخبرون عن أمثال ذلك وكان إخبارهم في علم الله معلّقاً على شروط معتبرة في تحقّقها بحسب نفس الأمر وبذلك يخرج عن حدّ الكذب ويدخل في حيز الصدق. [شرح أصول الكافي لمولى محمد صالح المازندراني: ج٦، ص٣٣٤]
ومنها: لو فرض أن أهل البيت (عليهم السلام) وقّتوا ولم يجرِ البداء في هذا الوقت، فمع ذلك فإن فيه جوانب سلبية عديدة أهمها: زرع حالة اليأس وعدم الانتظار وترقّب الظهور وخمود ضياء الأمل في نفوس الأجيال التي تكون قبل الظهور مما يسبب اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)