الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ليس هناك دليل معتبر على عدم ولادته (عجّل الله فرجه) سنة (٢٥٥ هـ) بل بالعكس الدليل قائم على ولادته (عجّل الله فرجه) آنذاك.
أمّا عن إنكارهم فالظاهر أن وراءه عدة أسباب:
الأول: كون هذه القضية (ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) سنة (٢٥٥هـ)) هي من مختصات الشيعة، وعلى القاعدة هم يحاولون مخالفة كل ما اعتقد به الشيعة مما دل عليه دليل عندهم عن أئمتهم (عليهم السلام).
ولذا ورد أن من الحكم التي أدت إلى أن يأمر أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم بالأخذ بخلاف العامة، هو أن رؤوس العامة كانوا يخالفون علياً (عليه السلام) في كل ما يقول.
الثاني: إن طول العمر قضية ليست متعارفة في العصور المتأخرة، وهي غريبة بعض الشيء عن عامة الناس، لذا سيكون الترويج لعدم إمكانها أمراً مناسباً لضرب عقيدة الشيعة في إمامهم (عجّل الله فرجه).
الثالث: لا نُسلِّم أن السُّنة بأجمعهم ذهبوا إلى عدم الولادة، بل هناك العديد من علمائهم اعترفوا بولادته سنة (٢٥٥هـ) وأنه ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) نذكر منهم:
١- ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة:
قال: أبو القاسم محمد الحجة وعمره عند وفاة أبيه (الحسن العسكري) خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة ويسمى القائم المنتظر.
٢- ابن خلكان في وفيات الأعيان:
قال في ترجمة الإمام العسكري (عليه السلام) ما نصّه:
أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن الرضا بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وهو والد المنتظر صاحب السرداب ويعرف بالعسكري، وأبوه علي يعرف أيضاً بهذه النسبة.
٣- ابن شحنة الحنفي:
ذكر في تأريخه المسمى بروضة المناظر في أخبار الأوائل المطبوع بهامش مروج الذهب في المطبعة الأزهرية المصرية سنة ١٣٠٣ الجزء الأول صفحة ٢٩٤: وولد لهذا الحسن -يعني الحسن العسكري (عليه السلام)- ولده المنتظر ثاني عشرهم، ويقال له المهدي والقائم والحجة محمد، ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين.
٤- ابن الصباغ المالكي
المتوفى سنة (٨٥٥ هـ) في الفصول المهمة، الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص: قال صاحب الإرشاد: كان الإمام بعد أبي محمد الحسن ابنه محمداً، ولم يخلف أبوه ولداً غيره، وخلفه أبوه غائباً مستتراً بالمدينة، وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين.
ولد أبو القاسم محمد بن الحجة بن الحسن الخالص بسرّ من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة، وأمّا نسبه أباً وأمّاً فهو: أبو القاسم محمد بن الحجة بن الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
وأمّا أمّه فأم ولد يقال لها نرجس خير أمة، وقيل اسمها غير ذلك. وأمّا كنيته فأبو القاسم، وأمّا لقبه فالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم لمنتظر وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي.
وللتفاصيل راجع كتاب الغيبة والانتظار للسيد محمد علي الحلو ص٥٤-٧١، من خلال الرابط التالي:
m-mahdi.net/main/books-٥
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)