الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن إقامة الحجة لا تنحصر فائدتها وحكمتها بتبليغ الأحكام، فإن للحجة على الأرض عدة وظائف:
١) كونه أماناً لأهل الأرض كما أن النجوم أمانٌ لأهل السماء.
وهذه الوظيفة يقوم بها الحجة (عجّل الله فرجه) ظاهراً كان أو مستوراً.
٢) كونه الشخص الذي لابد منه كحجة وخليفة لله تعالى في الأرض، على غرار ما ورد (لو بقي في الأرض رجلان لكان أحدهما الحجة) وهو كونه واسطة الفيض الوجودي.
نعم، إحدى وظائفه (عجّل الله فرجه) هو أنه المعلم الأول والمبلغ الرسمي للأحكام، وهذه وظيفة وإن توقفت على ظهوره، لكن يمكن له أن يؤديها وإن كان غائباً، وذلك من خلال تنصيبه لمجموعة عيّنها بالمواصفات يمكنهم النيابة عنه في ذلك، وهذا ما هو حاصل حيث إن فقهاءنا قاموا بهذه المهمة على أتم وجه قدروا عليه.
هذا إذا غضضنا النظر عن كون أصل الغيبة كان بتقصير الأمة وسوء اختيارها، فعدم الاستفادة من الإمام (عجّل الله فرجه) في جانب تعليم الأحكام لا يعدم فائدته، لأن الحرمان كان بسبب تقصير الأمة في حفظها للإمام (عجّل الله فرجه) مما اضطره إلى الغيبة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)