أنقل لكم روايتين أجدهما متناقضتين ثم أطرح عليكم السؤال والإشكال:
كتاب الشيخ الصدوق (رحمه الله) كمال الدين وتمام النعمة، ذكر من شاهد القائم ورآه وكلّمه الحديث الثاني - جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال حدثني معاوية بن حكم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) قالوا عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال هذا إمامكم بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا أما أنكم لا ترونه بعد يومكم هذا.
والحادثة الثانية -الحديث رقم ٢٥- عن أبي الاديان البصري خادم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وحامل كتبه إلى الأمصار قوله دخلت سر من رأى يوم الخامس عشر فإذا أنا بالواعية في داره (عليه السلام) فإذا به على المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنؤنه... فخرج عقيد فقال يا سيدي قد كُفّن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة فلما صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن علي (صلوات الله عليه) على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير يخرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجذب برداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد أربد وجهه واصفر ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر فقال له حاجز بن وشاء يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه فقال والله ما رأيته قط ولا أعرفه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ب٤٤، ص٤٣١ – ٤٣٢]
السؤال والإشكال: الحادثة الأولى الإمام العسكري (عليه السلام) قال لأصحابه بعد أن عرض عليهم الإمام الحجة (سلام الله عليه) (اما أنكم لا ترونه بعد يومكم هذا) وهذا يناقض ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وصلاته على أبي محمد العسكري (عليه السلام) واستقبال الوفود وقطعهم عليه بالإمامة ويناقض أيضاً الرواية الأولى حيث إن كبار أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) لا يعرفون بوجود ابن للإمام العسكري (عليه السلام) وأن الإمام العسكري (عليه السلام) عرض الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) على أصحابه بما فيهم النائب عثمان بن سعيد العمري وحاجز بن وشاء الذي تساءل من جعفر بن علي من الصبي لنقيم عليه الحجة، فما هو جواب هذا التناقض؟