الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: إن الوارد في الرواية -لو سلمنا صحة سندها- هو لزوم عدم الالتواء على راية اليماني (ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه) وعدم الالتواء يعني عدم العمل على إسقاط وإفشال حركته، وهذا لا يلازم وجوب القيام إليه ونصرته على حد لزوم نصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
نعم، ورد فيها (وإذا خرج اليماني فانهض إليه)، ولكن الظاهر أن مورد هذا الاستنهاض خاص بمن كان في معرض اللقاء باليماني والمصادفة لمسيره.
ثانياً: إن الروايات الشريفة دلّت على أن الأفضل هو حبس النفس لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) نفسه حتى وإن كانت هناك حركات موالية له.
فعن الإمام الباقر (عليه السلام): كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق... إلى أن يقول: ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء.
ورغم وصفهم بذلك يقول الإمام الباقر (عليه السلام): أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.
بل نصت العديد من الروايات على لزوم اللحوق بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند ظهور السفياني ومن المعلوم أن ظهوره مزامن لظهور اليماني، ومع ذلك فالروايات أمرت باللحوق بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا اليماني كما في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ٢٦٤، ح٣٨٣]، فإذا ظهر على الأكوار الخمس -يعني كور الشام– فانفروا إلى صاحبكم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٧٢، ح١٦٦]
ثالثاً: وبغض النظر عن هذا كله فإن مثل تلك الروايات لا يستفاد منها حكم شرعي يلزم اتباعه، فإنها بالتالي ظنية والذي نقطع به هو لزوم اتباع المراجع المأمونين على الدين زمن الغيبة الكبرى، ومنهم يؤخذ الحكم الشرعي حتى في مثل اِتّباع اليماني.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)