الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ دور عيسى (عليه السلام) سيكون بعد الظهور، فإن من أهم الملاحم التي سيشهدها الظهور هو نزول النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) من السماء. وإن أهمية وجود النبي عيسى (عليه السلام) في أحداث الظهور تنشأ من كون النبي عيسى (عليه السلام) يسعى إلى تصحيح الفهم العام الذي اتجه نحو الاعتقاد به والذي يتعارض ومسلمات القرآن الكريم، فالعقيدة القرآنية بعيسى (عليه السلام) هي كونه بشراً بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل، وهو كلمته التي ألقاها إلى مريم (عليها السلام) وقد بشّر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، إلّا أن هذا الاعتقاد القرآني حُرّف إلى مسار آخر، فادّعى بعضهم البنوة دون النبوة، وغلا بعضهم إلى أكثر من ذلك، وإذا كان هذا الاعتقاد الباطل تمثله الملايين من البشر، فإن ذلك يعد تحولاً غير محمود في اتجاه الدعوة المهدوية، فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يسعى جاهداً إلى أن تشمل دعوته جميع الشعوب، وسيشكّل أصحاب الاعتقاد الآخر المليارات من البشر وهي بالتأكيد حالة تعرقل المسيرة المهدوية، إذن فلابد من تصحيح الاعتقاد العام، ومن المؤكد فإن هذه المهمة لا تتحجّم في تبليغ تقليدي تلتزمه بعض الجهات لإثبات أن النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) الذي يؤمن به هؤلاء هو من أتباع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والمبشِّر برسالة جدّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بل تتعدى إلى أكبر من ذلك وهو كون عيسى (عليه السلام) بشخصه بين ظهراني هؤلاء ليثبت خطأ ما يذهبون إليه، ولعل الظروف التي تعيشها هذه الدول بعنفوانها الاقتصادي والتقني يعرقل محاولات التبليغ أو الرضوخ إلى الآخر، طالما أن الآخر يعيش ضمن نظام اقتصادي وتقني تبعي، ومعنى ذلك ستكون النظرة القبلية لهذا العالم الثالث من معرقلات الدعوة المهدوية التي تسعى لامتلاك العالم وتهيئته من جديد وفق نظام إلهي يضمن الحقوق لكل العالم، إذن فمن المناسب أن يكون هنالك داعية لهذه الدعوة المهدوية يتسالم عليها العالم المسيحي الذي يشكل ثلثي العالم المؤمن فضلاً عن إمكاناته الهائلة، وسيكون النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) هو المرشح لهذه المهمة الإلهية، وسيتحرك ضمن برنامج إلهي بقيادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)