الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من هذا السؤال أن السائل يقصد ما روي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: يا ثابت، إن الله تعالى قد كان وقّت هذا الأمر في سنة السبعين، فلما قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضبُ الله فأخّره إلى أربعين ومائة، فحدثناكم بذلك فأذعتم وكشفتم فشاع السر فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك وقتاً عندنا ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ...﴾ [الرعد: ٣٩] [الغيبة للنعماني: ص٣٠٤، ب١٦، ح١٠].
وهذا (البداء) والتأجيل في هذا الأمر لا يشير أبداً إلى تغيّر في علمه تعالى أو عدم علمه بهذا التغير، وإنما هو بداء في حقنا نحن بني البشر، أمّا في حقه (جلَّ وعلا) فهو في الحقيقة إبداءٌ وإظهارٌ لا بداء وظهور، بمعنى أن الله تعالى كان قد كتب أنه لو سارت الأمور على ما أمر به وأراد، وثبت الناس على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يؤخروه عن موضعه لكان الفرج في سنة سبعين، ولكنه (جلَّ وعلا) كان يعلم أن الناس سوف لا يثبتون على ذلك... ولذلك فإن الإمام (عليه السلام) استشهد بقوله تعالى: ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ﴾ وهذا الموضع هو ما يظهر للناس أنه وقع فيه البداء، ولكن الواقع هو أنه ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾ ففي اللوح المحفوظ كل شيء منكشف عند الله وإنما يقع البداء في لوح المحو والإثبات.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)