الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
نعم يمكن الاستدلال على أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) أفضل من أصحاب بدر وأصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإن أصحاب الحسين (عليه السلام) أفضل من الأولين والآخرين من خلال الرجوع إلى سادة البيان وعدل القرآن أهل البيت (عليهم السلام) إذ هم خير وأقدر من يستطيع القيام بمهمة تعريف البشرية بهذه الكوكبة الفذة الفريدة من أنصار الحق.
فعن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام): فدنوت لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذ ذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه: اثني على الله أحسن الثناء -إلى أن يقول- أمّا بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي... إلخ.
وهذا القول على إطلاقه (لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي) صادر عن الإمام المعصوم الذي وهبه الله علم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة، فمفاد هذا النص الشريف إذن هو أن أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) - من أهل بيته وصحبه الكرام - على مرتبة من الشرف والسمو ورفعة المقام بحيث لم يسبقهم إليها سابق ولا يلحق بهم لاحق.
ويؤكد هذا المفاد ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) فيما رواه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: خرج عليٌّ يسير بالناس، حتى إذا كان بكربلاء على ميلين أو ميل تقدم بين أيديهم حتى طاف بمكان يقال لها المقذفان، فقال: قتل فيها مائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء، ومناخ ركاب ومصارع عشاق شهداء، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٤١، ص٢٩٥، باب ١١٤، ح١٨]
فشهداء الطف إذن أعلى مقاماً وأشرف رتبة حتى من شهداء بدر ومن أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فضلاً عن أن أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) كانوا يرجون أحد مطلبين: إمّا النصر أو الشهادة، إلّا أصحاب الحسين (عليه السلام) فكانوا على علم بعدم النصر المادي فلم يطلبوا إلّا الشهادة. هذا والله العالم
وبعبارة منقّطة نقول التالي:
١- إن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) علموا بأنهم سيواجهون الشهادة لا غير، ومع ذلك اختاروها بكل إرادتهم. أمّا أهل بدر، فكان أمامهم (إحدى الحُسنَيَيْن)، أي إنهم كانوا يأملون النصر، ولم يكن الطريق منحصراً بالشهادة.
وهكذا أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بل إن أملهم بالنصر كبير جداً مع الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
٢- إن الإمام الحسين (عليه السلام) كان قد خيّر أصحابه بين البقاء معه وبين الرحيل عنه، بل إنه طلب منهم ذلك، ومع ذلك اختاروا البقاء معه والشهادة بين يديه.
أمّا أصحاب بدر، فقد كان الجهاد مفروضاً عليهم، ولم يكن لهم الخيرة شرعاً، ونفس الكلام يمكن أن يقال في أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وهذا يؤشر إلى أفضلية أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) على كل من أصحاب بدر وأصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
واجعلنا من اتباع الحسين عليه السلام واهله واصحابه