الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
بملاحظة روايات الظهور، يمكن أن نقول:
إن هداية الإمام (عجّل الله فرجه) للناس زمن الظهور ستكون على مرحلتين:
المرحلة الأولى: مرحلة الإعداد للدولة المهدوية، وهي في الفترات الأولى من ظهوره (عجّل الله فرجه)، حيث دلّت الروايات أنه سيحكم بين أهل كل دين بكتابهم، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): وإنما سمي المهدي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله (عزَّ وجلَّ) من غار بانطاكية، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن. [الغيبة للنعماني: ص٢٤٢، ب١٣، ح٢٦]
المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد استقرار الدولة حيث دلّت الآيات والروايات على شمول الدين للأرض كلها، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: ٣٣ - الصف: ٩].
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية أنه قال: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم (عليه السلام)، فإذا خرج القائم (عليه السلام) لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه، حتى أن لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧٠، ح١٦]
وهذا الأمر يتم بعد أن يُظهر الإمام (عجّل الله فرجه) العلمَ للناس بما يقنعهم بالحق، وبعد أن تجري على يديه الكرامات والمعجزات التي تشهد على أنه حق، وبعد نزول عيسى (عليه السلام) وصلاته خلف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وما لذلك من أثر إيجابي واسع التأثير في صفوف المسيحيين وجذبهم نحو الالتحاق بالمهدي (عجّل الله فرجه)، وغيرها من الأمور إلى أن تصل الحالة إلى أن يكون الطابع العام والصبغة السائدة هي الإسلام على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في عموم الكرة الأرضية، وطبعاً هذا لا يعني انتفاء الأقليات المعاندة للإمام (عجّل الله فرجه) وهذا يعني أنه بعد اتضاح الحق وعدم خفائه على أحد لا يبقى عذر للمخالف والمعاند.
فيمكن أن يتخذ الإمام (عجّل الله فرجه) معهم بعض الإجراءات العملية التي تبعد الخطر عن الدولة الإسلامية، إذ أولئك المعاندون بلا ريب لا يهدأ لهم بال ولا يصفو لهم حال إلّا بإزالة الدولة المهدوية العادلة، وبكل ما أوتوا من قوة وبوسائل غير مشروعة، فلا مناص من مواجهتهم والتخلص منهم بالطرق المشروعة التي يعرفها الإمام (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)