الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
حتى يتبين جواب هذا السؤال لابد من ملاحظة التالي:
أولاً: قد ثبت في محله أن هناك تفاضلاً وجودياً بين أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأن الإمام الحسين (عليه السلام) أفضل من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وللمزيد يمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/questions-٣٠٠
ثانياً: إن انتقال الإمام الحسين (عليه السلام) إلى عالم ما بعد الحياة الدنيا لا يعني توقفه عن التكامل الوجودي، وفي نفس الوقت لا يعني هذا الأمر أن الأوامر والعلوم لا تصل إلى الإمام الحسين (عليه السلام) بل الأئمة (عليهم السلام) عموماً، بل قد دلّت الروايات الشريفة على أن تلك التراتبية والتفاضل يبقى مستمراً، ووجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الحياة الدنيا لا يجعله يتزايد في كماله إلى الحد الذي يغير من الترتيب الذي عرفناه في النقطة الأولى.
ففي كتاب الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢٥٤، وما بعدها باب (لولا أن الأئمة (عليهم السلام) يزدادون لنفد ما عندهم) أورد الشيخ الكليني عدة روايات تصرح بهذا المعنى، منها ما عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لولا أنّا نزداد لأنفذنا قال: قلت: تزدادون شيئاً لا يعلمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال: أما أنه إذا كان ذلك عُرض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا.
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ليس يخرج شيء من عند الله (عزَّ وجلَّ) حتى يبدأ برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم بأمير المؤمنين (عليه السلام) ثم بواحدٍ بعد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا.
ومن هذا يتبين: أن اجتماع الأئمة (عليهم السلام) في عالم الدنيا لا يغير شيئاً من خريطة المراتب وتسلسل نزول الأمر الإلهي، أمّا أنه يلزم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أن يظهر بيعته للإمام الحسين (عليه السلام)، أو أن يتصدى الإمام الحسين (عليه السلام) لأمور الإمامة بحيث ينعزل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن التصدي، أو أن للإمام الحسين (عليه السلام) دور المشرف العام للدولة مع تصدي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لأمور القيادة أو غيره من الاحتمالات، فهذا ما لا نعلمه وأمره موكول لزمن الظهور.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)