الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن مدينة الكوفة -كغيرها من المدن- لم تكن لها حدود ثابتة عبر التاريخ، فلقد كان العراق مكوناً من ثلاثة أقاليم، البصرة والكوفة والموصل، مما يعني سعة الكوفة بالقياس إلى حدودها اليوم، ولعلها لا تبقى على حدودها اليوم.
وعلى كل حال، نجزم بأنّ مدينة الكوفة بحدودها المعاصرة لا تبقى على حالها في زمن الظهور، خصوصاً إذا لاحظنا أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيتخذها عاصمة لدولته العالمية، وهكذا إذا لاحظنا ما ورد من أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيبني فيها مسجداً له ألف باب، وهكذا ما ورد من أن الشبر فيها يباع بالتبر، مما يعني ازدحام الناس عليها وتوسّعها، وهكذا ما ورد من اتصال قصورها بقصور كربلاء، بل قد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) ما يشير ويصرح بسعة الكوفة عصر الظهور، ففي رواية طويلة، قال له المفضل: يا مولاي، كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ قال: اي والله، لا يبقى مؤمن إلّا كان بها أو حواليها (حنّ إليها ن. خ)، وليبلغن مجالة الفرس منها ألفي درهم، وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبراً من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خط من خطط همدان، وليصيرنّ الكوفة أربعة وخمسين ميلاً وليجاورن قصورها كربلاء... . [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص١١]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)