الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن مقولة عودة الظلم مرة أخرى بعد انبساط العدالة الإنسانية على أرجاء المعمورة هي مقولة يراد منها افتعال حالة من الروح الانهزامية لدى الفرد المؤمن ولدى المجتمع المتطلع إلى تحقيق العدالة المنشودة، مضافاً إلى أن هذه المقولة منافية للحركة الطبيعية لدى الفطرة البشرية فإن الإنسان بطبيعته متطوّر، فمنذ إنسان (نياندرتال) والعصر الحجري وإلى اليوم نرى أن البشرية في تطور ورقيّ مستمر، وقد جربت خلال هذه الحقب من القرون الماضية وما سيأتي جميع أنواع القوانين الوضعية وكلها تضيق عن تطلعات الإنسانية أفراداً ومجتمعات، فلا يمكن من الناحية الإنسانية والفكر البشري أن تسمح المجتمعات بعد تذوق طعم العدالة الجميل بتكرار التجربة الفاشلة للقوانين الوضعية الظالمة هذا لو نظرنا إلى القضية بفكر إنساني ووضعي ودراسة لنفسية المجتمع، أمّا إذا نظرنا إلى القضية من وجهة نظر إسلامية، بل وسائر الأديان فإن الأمر أوضح بكثير لأن الله سبحانه وتعالى وعد في كتابه الكريم أن خاتمة الأرض وخلافتها ستكون للصالحين حيث قال عزَّ من قائل: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٥]، والكثير من الآيات والروايات الدالة على أن ختام الحياة على هذه الأرض إنما هو بانتهاء دور العدالة الإنسانية على يد بقية الله الأعظم وحكومته المباركة. ومن بعده الرجعة ودولة الصالحين من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل٨٢
وهذا هو قبل قيام يوم القيامة والساعة بقليل، والآية صريحة جداً بأن الناس لا يوقنون، ومن المؤكد بأنّ عدم الأيقان هو بسبب الأنتكاسة الكبيرة التي نالت البشرية في آخر حقبة تأريخية لها على هذه الأرض، وشكراً...