الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نأخذ مسألة الأدلة عبر التاريخ نجد أنها مرّت بمراحل متعددة تعددت فيها وسائل الإثبات، فسابقاً كانت تعتمد الشهود العدول والإقرار من الشخص نفسه وما شاكل.
أمّا اليوم، فقد أخذت تلك الوسائل منحىً آخر، كالاستفادة من أجهزة التسجيل الصوتي والمرئي، وبصمات الإبهام، والتحليلات الكيميائية وغيرها من الوسائل التي لا تدع للمتهم من مجال للتهرب من المسؤولية.
طبعاً هذه الوسائل الحديثة لم تنفِ تلك الوسائل المتقدمة، إلّا أنها تمتاز عنها بكونها تثبت المخالفة أو الفعل بنحو جزمي يستلزم إذعان الشخص والإقرار منه، كما نشاهد هذا الأمر واضحاً في كاميرات مراقبة السرعة في الطرق العامة، فإن الشخص المخالف لا يمكنه إنكار مخالفته بعد التقاط الكاميرا لمخالفته.
ومن خلال الخطوط العامة التي نقرؤها في الروايات الشريفة عن عصر الظهور نجد أن التطور على المستوى العام سوف يشهد قفزات علمية غير مسبوقة كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): العلم سبعةٌ وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٣٦، ح٧٣]
فيتضح من خلال هذا أن ما سيكون عند الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو وسائل مطورة من أدوات الإثبات التي تستلزم الإقرار، فهي لا تنفي الحكم بالأدوات الإسلامية المعروفة من الشهود والإقرار وما شابه، ولكنها تثبت وسائل جديدة للإثبات وتؤكد تلك السابقة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)