الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
جواباً على سؤالكم الأول:
هناك نحوان من الطرق:
النحو الأول: طرق تشخيصية:
بمعنى أن من خلالها يمكن تشخيص المهدي (عجّل الله فرجه) وعدم اشتباهه بغيره أبداً، ونذكر في هذا المجال أموراً:
الأول: سؤاله عما يعجز غيره عن الإجابة عنه:
عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين: يرجع في أحدهما إلى أهله، والأخرى يقال: هلك في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادعى مدعٍ فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله. [الغيبة للنعماني: ص١٧٨]
الثاني: سؤاله المعجزة، فيما إذا اقتضت الحكمة الإلهية ذلك، فإن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عنده القدرة على ذلك بلا شك، وأوضح ما ورد في ذلك ما جاء في إقامة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) المعجزة الواضحة للحسني عندما يطالبه بها لإثبات أنه الحق.
الثالث: صفاته الجسدية، من مجيئه شاباً دون الأربعين، ومن بعض الصفات الجسدية، كالخال في وجهه.
فعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شاباً موفقاً فلا يلبث (وفي نسخة: فلا يثبت) عليه إلّا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٨٧]
وعن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) أو أبو عبد الله (عليه السلام) -الشك من ابن عصام-: يا أبا محمد، بالقائم علامتان: شامة في رأسه، وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر، تحت كتفه الأيسر ورقة مثل ورق الآس. [الغيبة للنعماني: ص٢٢٤]
النحو الثاني: طرق تقريبية:
بمعنى أنها لا تشخص المهدي بالضبط، وإنما تفيد في تقريب الصورة، مما يساعد على التهيؤ النفسي لظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، ونذكر هنا طريقين أيضاً:
الأول: زيادة المعرفة المهدوية زمن الغيبة الكبرى، فإن لها أثراً مهماً في التعرف على الواقع المعاش وعلى قرب الظهور وعلى تمييز الحق من الباطل، كما ورد ذلك عن أهل البيت (عليهم السلام) في عدة روايات:
في كتاب الغيبة للنعماني: ص٢٧٢ - ٢٧٥ وردت الروايات التالية:
عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينادي مناد من السماء: إن فلاناً هو الأمير، وينادي مناد: إنّ علياً وشيعته هم الفائزون، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلاناَ وشيعته هم الفائزون -لرجل من بني أمية-. قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا، ويقولون: إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون.
عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية. قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس. فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
وعن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا؟ فقال: ما تردون عليهم؟ قلت: فما نرد عليهم شيئاً. قال: فقال: قولوا لهم: يصدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون، قال: إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس: ٣٥].
وهنا إشارة مهمة جداً:
وهي أنه لابد أن تكون المعرفة من الطريق الذي رسمه لنا أهل البيت (عليهم السلام) وهو طريق العلماء الذين بذلوا كل جهدهم لاستنباط الأحكام الشرعية وتداول أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) فهم صمام الأمان للأمة الإسلامية لو اتّبعناهم بصدق.
الثاني: علامات الظهور:
إن أهل البيت (عليهم السلام) ذكروا علامات حتمية لظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، وكونها علامات يعني أنها أمور فارقة من خلالها يمكننا تمييز المهدي الحق، مع الالتفات إلى أن العلامات لها فائدة من جهتين:
الجهة الأولى: القطع بكذب وزيف مدّعي المهدوية قبل وقوعها، تطبيقاً للتوقيع الشريف الأخير الذي صدر للسفير الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً. وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٩٥]
الجهة الثانية: أن وقوعها مؤشر مهم لقرب ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وهذا لا يعني امتناع أن يدعي أحد المهدوية بعد وقوع العلامات، فتكون فائدة العلامة آنذاك هو التريث والبحث عن صدق المدعي بأحد الطريقين من النحو الأول.
وجواباً على سؤالكم الثاني يمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/questions-٥٤
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)