الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
طبيعة العلاقة بين الناس وأهل البيت (عليهم السلام) على عدة أشكال وأنماط: فهناك المبغضون لهم كالنواصب والخوارج، وهناك المحبون لهم بقلوبهم دون متابعتهم بالسلوك والعمل، كحال الكثير من المسلمين، وهناك المحبون لهم والتابعون لهم بأعمالهم وهؤلاء هم الشيعة بالمعنى العام، والذي ينطبق معناه على أكثرية أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وهناك أولياء أهل البيت (عليهم السلام) وهؤلاء أعلى رتبة وشأناً من الشيعة بالمعنى العام.
والفرق بين شيعتهم (عليهم السلام) وأوليائهم إنما هو بمقدار المتابعة والالتزام بالطاعة والانقياد لهم، فقد يكون المؤمن شيعياً ولكنه ليس ولياً من أوليائهم، ولذا يقول الإمام الباقر (عليه السلام): لا تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٥٧، ح٣]
وبطبيعة الحال نسبة هؤلاء من الشيعة تكون نسبة قليلة ونادرة جداً كنسبة الواحد إلى عشرة الآف رجل، كما ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم من خلق لله أورع منه. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٧٩، ح١٥]
ثم الرواية السابقة لم تقل: إن كل أولياء أهل البيت (عليهم السلام) سيلتقون بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته، بل فئة خاصة منهم يطلعون على مكانه ويتواصلون معه (عجّل الله فرجه) لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك، وقد ورد في بعض الروايات أن عدد هؤلاء بحدود الثلاثين رجلاً، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة، ولا بد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٤٠، باب في الغيبة، ح١٦]
وورد أيضاً عن الإمام الرضا (عليه السلام) إن من ضمن خاصة هؤلاء الأولياء كالخضر (عليه السلام)، وإن (الخضر (عليه السلام)) ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٩٠ و٣٩١، ما روي في الخضر (عليه السلام) ح٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)