الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
عدم تحقيق الحاجة لا يعني بالضرورة عدم الاستجابة للدعاء أو التوسل أو أن المؤمن ليس وجيهاً عند الله تعالى، فهذه من وساوس الشيطان الخفية التي يلقيها في روع الإنسان لإحباطه وتثبيطه عن الإيمان أو الدعاء، فقد ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلّا أعطاه الله أحد خصال ثلاثة: أما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها قالوا يا رسول الله، إذن نكثر؟ قال: أكثروا. [وسائل الشيعة للحر العاملي: ج٧، ص٢٧]
وفي كل الأحوال فأنت لا تعلم ما تتحقق به المصلحة من عدمها، فلعل تعجيل حاجتك في الوقت الذي تريده فيه ضررك وأذاك وأنت لا تعلم فتتمنى عندها أن الله تعالى لم يستجب لك، كما وقد ورد في بعض فقرات دعاء الافتتاح المروي عن السفير الثاني محمد بن عثمان العمري (رحمه الله): فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور. [مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ٥٦٤]
ومن المواعظ الجميلة قصة القاسم بن العلا يقول: كاتبت صاحب الزمان ثلاثة كتب في حوائج لي أعلمته أنني رجل قد كبر سني، وأنه لا ولد لي فأجابني عن الحوائج ولم يجبني عن الولد بشيء، فكتبت إليه في الرابعة كتاباً وسألته أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً فأجابني وكتب بحوائجي وكتب: اللهم ارزقه ولداً ذكراً تقر به عينه، واجعل هذا الحمل الذي له وارثاً. فورد الكتاب وأنا لا أعلم أنَّ لي حملاً، فدخلت إلى جاريتي فسألتها عن ذلك فأخبرتني أن علتها قد ارتفعت، فولدت غلاماً. [دلائل الامامة للطبري الشيعي: ص٢٨٦]
وتأخر الإمام (عجّل الله فرجه) بالدعاء للقاسم بن العلا إنما لمصلحة وحكمة لا يعلمها هو ولا نحن، ورب أمنية تحققت في غير وقتها وصارت وبالاً على الإنسان، فواظب على الدعاء وداوم عليه ولا تصب باليأس والقنوط فان رحمة الله قريب من المحسنين وأسال الله تعالى العافية فيما يعطيك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)