بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجارى
أداء: الشيخ عبد الحميد الغمغام
انتاج: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
التاريخ: ٢٠٢٠
📖اسم الكتاب: المنقذ في الأديان (دراسة تاريخية مقارنة)
👤تأليف: نور ناجح حسين
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ٢٢٣
📖يسعى كل أصحاب الديانات - بل والحركات الوضعية وحتى المنظمات الإنسانية وغيرها - إلى تقوية البنى التحتية لما هم عليه لما في ذلك من عامل مهم وحيوي لاحتواء الأتباع واستقطاب الأنصار.
وحتى يحصلوا على ذلك العامل، فإنهم يعملون على تجميع مفردات علمية وأخرى عملية تؤدي بالنتيجة إلى رسم صورة واضحة القوة راسخة الجذور، لتمتد إلى النفوس. وهذه العملية تنتج ثمرة مزدوجة لـ:
١- ضمان قوة الدين أو الحركة وفق الأسس الموضوعية للقوة - علمية كانت أو عملية -.
٢- ضمان تبعية كل من يطلع على تلك الأسس الموضوعية للقوة، هذا أولاً.
وثانياً: الوجدان حاكم بأن القضية كلما كانت عامة، وكلما كانت جذورها موجودة عند أكثر العقلاء، فإن عنصر القوة مضموناً يكون موجوداً فيها، لذا، كانت من القضايا البديهية التي لا يختلف فيها عاقلان هي القضايا الفطرية والأولية، كقضية (الكل أكبر من الجزء) وقضية (الممكن محتاج حدوثاً وبقاءً إلى الواجب).
وثالثاً: أن القضية المهدوية - حسب أتباع أهل البيت (عليهم السلام) - هي قضية لها من الأهمية العظمى ما يجعلها مفصلاً حيوياً يميز المؤمن عن غيره، وذلك لوجود مئات الروايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام)، ما يجعلها قضية متواترة لا تقبل التكذيب أو الشك.
بالإضافة إلى عنصر القوة هذا، فإن لها عنصر قوة آخر، هو أنها ليست قضية خاصة بالشيعة ليقال بأنها من وحي خيالهم أو ليقال إنها فكرة برزت عندهم كردة فعل ضد الظلم والتهميش الذي وقعوا فيه منذ أوائل أزمنة تواجدهم.
وإنما هي قضية ممتدة الجذور في كل المذاهب الإسلامية بل والديانات السماوية، ليس هذا وحسب، بل والديانات والحركات الوضعية، الأمر الذي يكشف عن وجود توجه فطري لدى (الإنسان) يدفعه إلى الإيمان والاعتقاد بوجود منقذ للأرض ولو بعد حين، وما مدينة أفلاطون الفاضلة، ولا (سوبرمان) برناردشو إلّا حكاية عن هذا التوجه العام لدى البشرية.
وإذا كان عنصر القوة الأول موضع اهتمام الكثير من الأقلام الهادفة، فإن العنصر الثاني لم يأخذ حقه من أقلام المفكرين والباحثين، الأمر الذي يعني ضرورة الاهتمام بتقليب الأوراق وكشف ما سُتر فيها من حقائق تتعرض لهذه القضية الإنسانية العامة.
الكتاب الذي بين يديك - وهو جزء من متطلبات شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي تقدّمت به الباحثة إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الكوفة - هو محاولة جادة لكشف تلك الأوراق وبطريقة مقارنة، وهو يكشف عن جهد - تشكر عليه - بذلته في تجميع الأقوال التي تعرضت للمنقذ والمقارنة بينها، فكان بحق مما يستحق التقدير، ونسأل الله تعالى أن يجعله ذخراً لها يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إنّنا إذ ندعو الله تعالى أن يوفق الباحثة لتكون عنصراً فعّالاً في عملية التمهيد - وجميع المؤمنين كذلك - فإننا ندعو جميع الباحثين إلى أن يضعوا ضمن خططهم المعرفية الكتابة في القضية المهدوية التي مازال الكثير من جوانبها بحاجة إلى تأليف وبيان، مع استعداد مركزنا لإعطائهم الخطط البحثية الكاملة لرسائل الماجستير والدكتوراه، ولتحقيق وتصحيح وطباعة ونشر رسائلهم الهادفة في هذا المجال.