السيد علاء الموسوي
عنوان المحاضرة: عنوان المحاضرة: ما ورد في نصائح المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في عصر غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
المكان: حسينية الصاحب (عجّل الله فرجه) - النجف الأشرف
التاريخ: ٢٠٢٢
📖اسم الكتاب: علامات الظهور جدلية صراع أم تحديات مستقبل؟
👤تأليف: السيد محمد علي الحلو
📕حجم الكتاب: رقعي
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ١٥٩
📖 لم تكن الدعوةُ للكتابةِ في علامات الظهور مسألةَ بحثٍ تقليديٍ يُظهر الباحث فيها مقدرته على ممارسة الوعي لتفهّمِ واقعٍ علميٍ، أو توجهٍ ثقافي، أو متعةٍ أدبيةٍ يستطرد بها الباحث مباراته الفنية، أو أحاسيسه الوجدانية، أو رغباته الذوقية، بقدر ما هي حالةُ استقصاء مستقبلٍ تحدده جدليةُ صراع، أو تقليدية تاريخ، أو تركةُ ماضٍ أثقل كاهل إنسانٍ عاش زمناً دائم التوتر ليزحف عليه بكل تداعياته فيُأجج في وجدانه نزعة التمرّد على مخلّفاتِ هذا الماضي العتيد بذكرياته التي أحالته إلى آلةٍ تدخل في معادلات المصالح، أو عينةِ اختبارٍ ترسمُ معالم توجّهٍ معين.
ويبقى الماضي شاخصاً في ذاكرة الفرد المسلم كما هو شاخصٌ في ذاكرة الأحداث التي تتدخلُ في صنع قرارٍ أو تعملُ على رؤيةٍ معيّنةٍ أو تعين على توجّه يحددُ مساراً ما، وهكذا، فبين ماضٍ ثقيل بتركته وبين حاضرٍ مهزومٍ بتداعياته تلوحُ آفاقُ مستقبلٍ يساهمُ في شخصية الفرد بكل آماله ومناه ليُحققَ ما تصبو إليه نفسه من العدل والسلام.
إذن كيف يصنعُ انسانُ الحاضرِ نفسهُ من مستقبلٍ منظور؟ وكيف ينفضُ تركة الماضي عن ذاته التي علتها غبار الأحداث الطائشة؟ وكيف تتكامل شخصيته وهو في مخاض الانتظار القريب للحدث القادم؟
هذا ما تنطوي عليه علامات الظهور التي ستقرأُ فيها الأحداث القادمة من خلال ماضٍ سحيق يرتسمُ فيه المستقبل، فهي ليست تكهناتِ احتمالٍ، أو نبوءات تفاؤلٍ، أو توقعات إنذارٍ بقدر ما هي علاقة ماضٍ بمستقبلٍ مقروء من خلال تلك العلامات الواردة في أحاديث الأئمة عليهم السلام لتقدّم لنا معادلات تلك الجدليةِ من الصراعات السالفة لترتبط بتحديات مستقبلٍ منظور.
ومركز الدراسات التخصصية للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يُدركُ ما لأهمية هذه العلامات والتثقيف عليها ثقافة وعيٍ من الأهمية بمكان، بل من الخطورة ما يستحق معها أن يولي هذا المركز المبارك جهده في رفد الثقافة المهدوية بدراساتٍ تفتقر إليها المكتبة الإسلامية، بل تخلو منها العقلية المسلمة لئلا تنخرط في مكائد العبث وأحابيل الدجل التي من خلالها تنفذُ بعض التشكيلات إلى صفوف البسطاء، وتستغل شوقهم لليوم الموعود فتوجه هذا الشوق للإطاحة بقيمٍ ومبادئ طالما حرصت الأمة على التمسك بها.