هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى
أداء: الحاج باسم الكربلائي
انتاج: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
التاريخ: ٢٠٢٠
📖اسم الكتاب: رواية (من ظهري) في الميزان
👤تأليف: إبراهيم جواد
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: ورقي
📑عدد الصفحات: ١٣٦
📖 فقد وقفت على الاختلاف في رواية الأصبغ بن نباتة صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام)، والتي يحتجُّ بها أحمد إسماعيل - الذي اشتهر باسم دجَّال البصرة - وجماعته في بيان صحَّة دينهم، وآثرت كتابة هذه الرسالة في بيان الصحيح والحقِّ في الحكم على هذه الرواية، وبيان ما ينتج من ذلك وهو إبطال عصمة الضالّ.
رُوي في كتب الشيعة الإماميَّة أنار الله برهانهم: عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض، أرغبة منك فيها؟ فقال: (لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ، ولكنّي فكَّرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له غيبة وحيرة، يضلُّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون)، فقلت: يا أمير المؤمنين، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: (ستَّة أيّام أو ستَّة أشهر أو ستّ سنين)، فقلت: وإنَّ هذا لكائن؟ فقال: (نعم كما أنَّه مخلوق، وأنّى لك بهذا الأمر يا أصبغ، أُولئك خيار هذه الأُمَّة مع خيار أبرار هذه العترة)، فقلت: ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال: (ثمّ يفعل الله ما يشاء، فإنَّ له بداءات وإرادات وغايات ونهايات).
وقد استدلَّ بها أتباع أحمد إسماعيل البصري على أنَّ هذه الرواية مشيرةٌ إلى إمامهم، وذلك في قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ولكن فكَّرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي)، وقد زعموا أنَّ لفظ الرواية الصحيح هو: (يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي) أي من ظهر الإمام صاحب الزمان عجَّل الله فرجه، فيكون المقصود بها البصري المذكور هو المُشار إليه في الرواية، ورجَّحوا هذا اللفظ على اللفظ المذكور في متن الرواية المزبورة بلا دليل صحيح.
على أنَّه لو ثبت اللفظ الآخر (من ظهري، الحادي عشر من ولدي)، فيكون المراد هو الإمام صاحب العصر والزمان (عجَّل الله فرجه)، ولا إشكال بذلك.
ومن فائدة هذا البحث إبطال استدلالهم على وجود ابن لصاحب الزمان (عجّل الله فرجه) بهذه الرواية، ونقض عصمة دجَّال البصرة المزعومة، فقد استدلَّ بهذه الرواية وبهذا اللفظ في كتابه (بيان الحقِّ والسداد)، وببيان بطلان استدلاله تُسقِط دعوى عصمته ومعها كلّ أكاذيبه، إذ لا يجوز على المعصوم الخطأ والسهو والغفلة.