📖اسم الكتاب: نظرات في رواية الوصية (دراسة نقدية لشبهات مدَّعي اليمانية)
👤تأليف: الشيخ كاظم القره غولّ
📕حجم الكتاب: وزيري
📘نوع الغلاف: جلد
📑عدد الصفحات: ٢١٩
📖 قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لأَنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ، فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا الْيَقِينُ، وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى، وَأَمَّا أَعْدَاءُ اللهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا الضَّلالُ، وَدَلِيلُهُمُ الْعَمْى، فَمَا يَنْجُو مِنَ المَوْتِ مَنْ خَافَهُ، وَلا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ».
صدق أمير المؤمنين (عليه السلام)، نعم هكذا هو الحال على مرِّ تاريخ البشرية، فإنَّك لا تجد أحداً يدعو إلى ما هو باطل مكشوف إلَّا ويُلبِسه بلباس الحقِّ والحقيقة وإن كان من خلال الخداع والتلبيس والتزوير، ولا نريد الخوض كثيراً في مسارات التاريخ ودهاليزه، وبيدنا الحاضر وأباطيله.
فمن مدَّعٍ للأُلوهية مروراً بمتقمِّص للرسالة والنبوَّة، وهناك من يطلُّ علينا بلباس الإمامة الثالثة عشر كما هي دعوى (ابن گاطع) أحمد إسماعيل الهمبوشي، وقد صرَّحت الروايات وصدحت وحصرت الإمامة باثني عشر لا غير، بل أكَّدت أنَّ من يعتقد بالثلاثة عشر فهو من الضالّين المنحرفين، ففي الرواية عن الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: «...وقائل يقول: إنَّه يتعدّى إلى ثلاثة عشر وصاعداً...».
ولكن أنّى لمن اتَّخذ إلهه هواه أن يهتدي إلى مصفى هذا الحقِّ وقد امتلأ قلبه ريناً إلَّا من عصم الله فيُرجِعه إلى الصراط المستقيم.
ولكن ممَّا يُهوِّن الخطب أنَّه رغم الشبهات والإدِّعاءات التي يطرحها الهمبوشي السلمي (ابن گاطع) أو غيره، فإن الحقَّ واضح أبلج على مرِّ العصور لمن أراد الحقيقة وسعى لها سعيها كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... ولتُرفعنَّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُعرَف أيٌّ من أيٍّ»، قال المفضَّل: فبكيت، فقال لي: «ما يُبكيك؟»، قلت: جُعلت فداك، كيف لا أبكي وأنت تقول: تُرفَع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أيٌّ من أيٍّ؟ قال: فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه، فقال: «أهذه الشمس مضيئة؟»، قلت: نعم، فقال: «والله لأمرنا أضوء منها». كما قيَّض الله تعالى علماء عاملين يسهرون الليل ولا يألون جهداً في بيان الحقِّ والحقيقة ومحاولة حفظ الأُمَّة وشبابها من التيه في ظلمات الجهل والغرق في أمواج الشبهات.
والكتاب الذين بين يديك عزيزي القارئ الكريم سِفر قيِّم بقلم أُستاذ من أساتذة الحوزة وفاضل من فضلائها تناول فيه بعض شبهات المدعو (أحمد إسماعيل گاطع)، وأهمّها وهي رواية الوصيَّة كما يدَّعون، وهي وإن كانت لا ترقى إلى مستوى الشبهات العلمية، بل هي أقرب إلى التدليس والخزعبلات، إلَّا أنَّ المؤلِّف (حفظه الله تعالى) تعاطى معها بما هو أهل له، فأجاب على الكثير منها بأُسلوب علمي رصين.
وهذا ما ستجده واضحاً للعيان حين البدء بقراءة هذا السِّفر المهمّ بشكل موضوعي وبما يستحقُّه من تأمُّل وتروٍّ.