عودة الحوراء إلى كربلاء
احمد الدر العاملي
وافَتْ وقد أمست خيالاً شاحباً |
|
والقلبُ فاضَ بحسرةٍ وشجونِ |
تمشي ورزءُ الطفِّ أحنى ظهرَها |
|
تبكي وتمزجُ دمعَها بأنينِ |
وصَلَت إلى قبرِ الحسينِ تأوَّهت |
|
وهَوَت تشمُّ ترابَهُ بِحَنينِ |
قم يا حسينُ انظرْ لأختِكَ زينبٍ |
|
دعني أبثُّ إليكَ ما يشجيني |
أأخي لا تعجبْ لوجهيَ إنَّهُ |
|
قد غيَّرته الشمسُ مُذ أسَروني |
هَجَرَتْ جفوني النومَ من كُثر البُكا |
|
كيف المنامُ وأنتَ بين جفوني |
أأُخيُّ بعدكَ نكَّسوا رأسي أسىً |
|
بالقيدِ في دربِ السِّبا قادوني |
ساروا بأختِكَ يا حسينُ أسيرةً |
|
والشمرُ يَحدوني بجَلْدِ متوني |
فإذا بكيتُ السوطُ قال لي اسكتي |
|
وإذا لَهجتُ بِذِكركم شتموني |
عاينتُ ألوانَ العذابِ برحلتي |
|
من يومِ بَدءِ رحيلِنا لِلحينِ |
هذي عيالُكَ مثلما أوصَيتني |
|
راعيتُهُم وحفِظْتُهم بعيوني |
عذراً أخي إنْ عُدتُّ دونَ رقيةٍ |
|
يا ليتَهم في قبرِها دَفَنوني |
١١/ صفر/ ١٤٣٨ للهجرة