عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال:
«... يَا جَابِرُ، إِذَا صَاحَ النَّاقُوسُ، وَكَبَسَ الكَابُوسُ، وَتَكَلَّمَ الجَامُوسُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَجَائِبُ وَأَيُّ عَجَائِبٍ، إِذَا أَنَارَتِ النَّارُ بِبُصْرى، وَظَهَرَتِ الرَّايَةُ العُثْمَانِيَّةُ بِوَادِي سَوْدَاءِ، وَاضْطَرَبَتِ البَصْرَةُ، وَغَلَبَ بَعْضُهُمْ بَعضاً، وَصَبَا كُلُّ قَوْمٍ إِلَى قَوْمٍ، وَتَحَرَّكَتْ عَسَاكِرُ خُرَاسَانَ، وَنَبَعَ شُعَيبُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِيميُّ مِنْ بَطْنِ الطَّالقَانِ، وَبُويِعَ لِسَعِيدِ السُّوسِيِّ بِخُوزِسْتَانَ، وَعُقِدَتِ الرَّايَةُ لِعَمَالِيقَ كُرْدَانَ، وَتَغَلَّبَتِ العَرَبُ عَلَى بِلادِ الأرْمَنِ وَالسِّقلابِ، وَأَذْعَنَ هِرْقَلُ بِقُسْطَنْطِينَةَ لِبَطَارِقَةِ سِينَانَ، فَتَوقَّعُوا ظُهُورَ مُكَلِّمِ مُوسَى مِنَ الشَّجرَةِ على الطُّورِ، فيَظْهَرُ هذا ظاهرٌ مكشوفٌ، ومُعايَنٌ مَوْصُوفٌ... ثُمَّ بَكَى صَلَواتُ اللهِ عليه، وَقال: وَاهاً لِلأمَمِ، أما شَاهَدَتْ رَايَاتِ بَني عُتْبَةَ مَعَ بَنِي كَنَامٍ السَّائِرِينَ أَثْلاثاً، الْمُرتَكِبينَ جَبَلاً جَبَلاً مَعَ خَوفٍ شَدِيدٍ وَبُؤسٍ عَتِيدٍ، ألا وَهُوَ الوَقْتُ الَّذِي وُعِدْتُمْ بِهِ، لأحمِلَنَّهُمْ عَلَى نَجَائِبَ، تَحُفُّهُمْ مَرَاكِبُ الأفْلاكِ، كَأَنِّي بِالمُنَافِقينَ يَقُولُونَ: نَصَّ عَلِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ بِالرَّبَّانِيَّةِ، أَلا فَاشْهَدُوا شَهَادَةً أَسأَلُكُمْ بِهَا عِندَ الحَاجَةِ إِلَيْهَا، أَنَّ عَليّاً نُورٌ مَخلُوقٌ وَعَبدٌ مَرْزُوقٌ، وَمَنْ قَالَ غَيرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللاعِنينَ، ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ: تَحَصَّنْتُ بِذِي المُلْكِ وَالملَكُوتِ، واعْتَصَمْتُ بذي العِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، وَامْتَنَعْتُ بِذِي القُدْرَةِ وَالْمَلَكُوتِ، مِنْ كُلِّ مَا أَخَافُ وَأَحذَرُ، أَيُّهَا النَّاسُ، مَا ذَكَرَ أَحَدُكُمْ هذِهِ الكَلِمَاتِ عِنْدَ نَازِلَةٍ أَوْ شِدَّةٍ إِلاّ وَأَزَاحَهَا اللهُ عَنْهُ».
مصادر الحديث:
* مشارق أنوار اليقين: ص١٦٦ - ١٧٠ – مرسلاً، قال: (ومن خطبة له (عليه السلام) تسمّى التطنجية، ظاهرها أنيق، وباطنها عميق، فليحذر قارئُها من سوء ظنّه، فإنّ فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق، خطبها أمير المؤمنين (عليه السلام) بين الكوفة والمدينة، فقال: