عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«إِنَّ اللهَ حِينَ شَاءَ تَقْدِيرَ الخَلِيقَةِ وَذَرْءَ الْبَريَّةِ وَإِبْدَاعَ المُبْدَعَاتِ نَصَبَ الْخَلْقَ فِي صُوَرٍ كَالْهَبَاءَ قَبْلَ دَحْوِ الأرْضِ وَرَفْعِ السَّمَاءِ، وَهُوَ فِي انْفِرَادِ مَلَكُوتِهِ وَتَوَحُّدِ جَبَرُوتِهِ، ...وَلَمْ يَزَلِ اللهُ تَعَالَى يُخَبِّئ النُّورَ تَحْتَ الزَّمَانِ إِلى أَنْ فَضَّل مَحَمَّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) فِي ظَاهِرِ الْفَتَرَاتِ، فَدَعَا النَّاسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً، وَنَدبَهُمْ سِرّاً وَإعْلاناً، وَاسْتَدْعَى (صلى الله عليه وآله وسلم) التَّنْبِيهَ عَلَى العَهْدِ الَّذِي قَدَّمَهُ إلَى الذَّرِّ قَبْلَ النَّسْلِ، فَمَنْ وَافَقَهُ وَقَبَسَ مِنْ مِصْبَاحِ النُّورِ المُقَدَّمِ اهْتَدَى إِلَى سِرِّهِ، وَاسْتَبَانَ وَاضِحَ أَمرِهِ، وَمَنْ أَبْلَسَتْهُ الغَفْلَةُ إسْتَحَقَّ السُّخْطَ.
ثُمَّ انْتَقَلَ النُّورُ إلى غَرَائِزِنَا، وَلَمَعَ فِي أَئِمَّتِنَا، فَنَحْنُ أَنْوَارُ السَّمَاءِ وَأَنْوَارُ الأرْضِ، فَبِنَا النَّجَاءُ، وَمِنّا مَكْنُونُ العِلْمِ، وَإِلَيْنَا مَصِيرُ الأمُورِ، وَبِمَهْدِيِّنَا تَنْقَطِعُ الحُجَجُ، خَاتِمَةِ الأئمّة، وَمُنقِذِ الأمَّةِ، وَغَايةِ النُّورِ، وَمَصْدَرِ الأمُورِ، فَنَحْنُ أَفضَلُ المَخْلُوقِينَ، وَأَشْرَفُ المُوَحِّدِينَ، وَحُجَجُ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَلْيَهْنأْ بِالنِّعْمَةِ مَنْ تَمَسَّكَ بِوِلايَتِنَا، وَقَبَضَ عَلَى عُرْوتِنَا».
مصادر الحديث:
* مروج الذهب: ج ١ ص٣٢-٣٣ فهذا ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
* تذكرة الخواص: ص١٢٨-١٣٠ – أخبرنا أبو طاهر الخزيمي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي، أنبأنا عبد الله بن عطاء الهروي، أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الثقفي، أنبأنا الحسين بن محمد الدينوري، أنبأنا عبد الله بن ابراهيم الجرجاني، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين العلوي، أنبأنا أحمد بن عبد الله الهاشمي، حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام، قال: خطب أبي أمير المؤمنين يوماً بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقال: وفيه: «وبمهدينا تقطع الحجج، فهو خاتم الأئمة، وغامض السر، فليهن من استمسك بعروتنا، وحشر على محبتنا».
* البحار: ج٥٧ ص٢١٢ – ٢١٤ ب١ ح١٨٤ – عن مروج الذهب، بتفاوت.
* منتخب الأثر: ص١٤٧ ف٢ ب١ ح١٥ – بعضه، عن تذكرة الخواص.
* موسوعة أحاديث أمير المؤمنين (عليه السلام): ص٦٢ ح٨ – كما في رواية مروج الذهب، باختصار.