عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً، ضَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ، فَلا تَستَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَتَسْتَبْطئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ. فَكَمْ مِنْ مُستَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ. وَمَا أَقْرَبَ اليومَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ، يَا قَوْمِ هَذَا إبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ، وَدُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةٍ مَا لا تعرفُونَ، أَلا إِنَّ مَنْ أَدركَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنيرٍ، وَيَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالحين، لِيَحلَّ فِيهَا رِبْقاً وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً، وَيَصْدَعَ شَعْباً، وَيَشْعَبَ صَدْعاً، فِي ستْرةٍ عَنِ النَّاسِ، لا يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ، ثُمَّ لَيشحَذنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ، تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، ويُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعهِم، وَيغْبقُونَ كَأْسَ الحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ».
مصادر الحديث:
* نهج البلاغة - صبحي الصالح: ص٢٠٨، خطبة ١٥٠:
* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج٩ ص١٢٦ – كما في نهج البلاغة.
* البحار: ج٥١ ص١١٦ ب٢ ح١٦ – عن نهج البلاغة، وفيه: «طعناً».
* ينابيع المودة: ج٣ ص٢٧١ ب٧٤ ح٤ – عن نهج البلاغة، وفيه: «منا المهدي يسري في الدنيا».
* منتخب الأثر: ص٢٧٠ ف٢٩ ب٢ ح٢ – عن ينابيع المودة، وعن نهج البلاغة.