عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«الْحَمْدُ للهِ النَّاشِرِ في الْخَلْقِ فَضْلَهُ، وَالْبَاسِطِ (فِيهَا) بِالْجُودِ يَدَهُ، نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أمُورِهِ، وَنَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِأَمرِهِ صَادِعاً، وَبِذِكْرِهِ نَاطِقاً، فَأَدّى أَمِيناً، وَمَضى رَشِيداً، وَخَلَّفَ فِينا رَايَةَ الْحَقِّ، مَنْ تَقَدَّمَها مَرَقَ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ، وَمَنْ لَزِمَها لَحِقَ، دَليلُها مَكِيثُ الكَلامِ، بَطِيءُ القِيَامِ، سَرِيعٌ إِذَا قَامَ. فَإِذَا أَنتُمْ أَلَنْتُم لَهُ رِقَابَكُمْ، وَأَشَرْتُمْ إِلَيهِ بِأَصَابِعِكُمْ، جاءَهُ المَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ، فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اللهُ حَتَّى يُطْلِعَ اللهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ، وَيَضُمُّ نَشْرَكُمْ، فَلا تَطْمَعُوا فِي غِيرِ مُقبِلٍ، وَلا تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ، فَإِنَّ المُدْبَر عَسَى أَنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ وَتَثْبُتَ الأخرَى، فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً.
أَلا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تكَامَلَتْ مِنَ اللهِ فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وَأَرَاكُمْ مَا كُنتُم تَأْمَلُونَ».
مصادر الحديث:
* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج٧ ص٨٤ خ٩٩.
وفيه: ص٩٤ - .... ثم وعدهم بقرب الفرج، فقال: «أن تكامل صنائع الله عندكم، ورؤية ما تأملونه أمر قد قرب وقته، وكأنكم به وقد حضر وكان». وهذا على نمط المواعيد الإلهية بقيام الساعة، فإن الكتب المنزلة كلّها صرّحت بقربها، وإن كانت بعيدة عندنا، لأن البعيد في معلوم الله قريب، وقد قال سبحانه: ﴿إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً﴾.
* نهج البلاغة- صبحي الصالح: ص١٤٥ - ١٤٦ خطبة ١٠٠.