عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:
«يَا كُمَيلُ، إِنَّ هذهِ القُلُوبَ أَوْعِيةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، إِحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ:...
اللَّهُمَّ بَلَى لا تَخْلُو الأرضُ مِنْ قَائمٍ للهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وَإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لئلا تَبطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟ أُولَئِكَ وَاللهِ الأقَلُّونَ عَدَداً، وَالأعْظَمُونَ عِندَ اللهِ قَدراً، بِهِم يَحفِظ اللهُ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأمرِ فَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، فَاسْتَلانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأعْلَى، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إلى دِينِه. آهٍ آهٍ شَوقاً إلَى رُؤْيَتهِمْ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكَ، انصَرِفْ إِذَا شِئْتَ».
مصادر الحديث:
* عيون الأخبار لابن قتيبة: ج٢ ص٣٨٣ – آخره، من قوله: «هجم بهم العلم» مرسلاً.
* الغارات: ج١ ص١٤٧ - ١٥٤ - حدّثنا محمد، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم، قال: وحدثني أبو زكريا يحيى بن صالح الحريري، قال: حدثني الثقة، عن كميل بن زياد، قال: أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) بيدي وأخرجني إلى ناحية الجبّان، فلمّا أصحر تنفّس الصعداء، وقال: