عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال:
«... وَسَيَكونُ بَعْدي فِتْنَةٌ صَمّاءُ صَيْلَمُ يَسْقُطُ فيها كُلَّ وَليجةٍ وبِطانةٍ، وَذَلِكَ عِنْدَ فُقْدانِ شيعَتِكَ الخَامِسَ مِن السّابِعِ مِنْ وُلْدِكَ، يَحْزَنُ لِفَقْدِهِ أهْلُ الأرْضِ والسَّماءِ، فَكَمْ مُؤمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَيْرانَ عِنْدَ فَقْدِهِ، ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِيّاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقال: بأَبي وَأُمّي سَميِّي وَشَبيهي وَشَبيهُ مُوسى بن عِمْرانَ، عليهِ جُيُوبُ النُّور - أوْ قال: جَلابيبُ النور - تَتَوَقَّدُ مِن شُعاعِ القُدْسِ، كَأنّي بِهِمْ آيَسَ مَن كانُوا، ثُمَّ نُوديَ بِنداءٍ يُسْمَعُ مِنَ البُعْدِ كَمَا يُسْمَعُ مِن القُرْبِ، يَكُونُ رَحْمَةً علَى المؤمنين وَعَذاباً علَى المُنافقينَ.
قُلتُ: وما ذلِكَ النِّداء؟ قال:
ثلاثةُ أصواتٍ في رَجَبٍ، أَوَّلُها: ألا لَعْنَةُ اللهِ علَى الظّالمينَ، والثاني: أَزِفَتِ الآزِفَةُ، وَالثالثُ: تَرَوْنَ بَدْرِيّاً بارِزاً مَعَ قَرْنِ الشَّمْسِ يُنادي: ألا إنّ اللهَ قَدْ بَعَثَ فُلانَ بنَ فُلانٍ - حتَّى يَنْسِبَهُ إلى عليٍّ - فيهِ هلاكُ الظالمينَ، فَعِنْدَ ذلكَ يأتي الفَرَج، وَيَشْفي اللهُ صُدُورَهُم، وَيُذْهِبُ غَيْظَ قُلُوبِهِم.
قلتُ: يا رسول الله، فكم يَكونُ بَعدي من الأئمة؟ قال:
بعدَ الحسينِ تسعةٌ، والتاسعُ قائمُهُم».
مصادر الحديث:
* كفاية الأثر: ص١٥٦ - أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن (أبي عبد الله أحمد) بن محمد بن عبيد الله، قال: حدثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا محمد بن زياد الهاشمي، قال: حدثنا سفيان بن عتبة، (قال: حدثنا عمران بن داود)، قال: حدثنا محمد بن الحنفية، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول - في حديث طويل في فضل أهل البيت (عليهم السلام) -، جاء فيه:
* الصراط المستقيم: ج٢، ص١٢٧، ب١٠، ف٤ - بعضه، كما في كفاية الأثر، عن علي بن محمد الخزّاز القمي.
* غاية المرام: ج١، ص٤٧، ب٢، ح١١ - كما في كفاية الأثر، بتفاوت يسير، وقال: «ابن بابويه في النصوص» أورد سند الخزّاز القمي، وفيه: «... محمد بن زياد التميمي».