ما ورد عن النصراني الذي التقى بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وما قاله عن المهدي (عليه السلام):
«أَقْبَلْنَا مِن صِفِّينَ مَعَ أَميرِ المُؤْمِنينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ فَنَزَلَ العَسْكَرُ قَرِيباً مِنْ دَيْرِ نَصْرَانِيٍّ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنَ الدِّيرِ شَيْخٌ كَبِيرٌ جَمِيلٌ حَسَنُ الوَجْهِ، حَسَنُ الهَيْئَةِ وَالسَّمْتِ، وَمَعَهُ كِتَابٌ فِي يَدِهِ، حَتَّى أَتَى أَميرَ المُؤْمِنينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالخِلافَةِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عليه السلام): مَرْحَباً يَا أَخِي شَمْعُونَ بن حَمُّونَ، كَيْفَ حَالُكَ رَحِمَكَ اللهُ؟ فَقال: بِخَيْر، يا أَميرَ المُؤْمِنينَ، وَسَيِّدَ المُسْلِمينَ، وَوَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالمَينَ، إِنِّي مِنْ نَسْلِ حَوَارِيِّ أخِيكَ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ - وَفِي رِوَاية أُخْرَى أَنَا مِنْ نَسْلِ حَوارِيِّ أَخيكَ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - مِنْ نَسْلِ شَمْعُونِ بْنِ يُوحَنَّا، وَكَانَ أَفْضَلَ حَوَارِيِّ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ وَآثَرَهُمْ عِنْدَهُ، وَإِلَيْهِ أَوْصَى عِيسَى، وَإِلَيْهِ دَفَعَ كُتُبَهُ وَعِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ، فَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دِينِهِ مُتَمَسِّكِينَ بِمِلَّتِهِ، لَمْ يَكْفُرُوا، وَلَمْ يُبَدِّلُوا، وَلَم يُغَيِّرُوا.
وَتِلْكَ الكُتُبُ عِنْدِي إِمْلاءُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ، وَخَطُّ أَبِينَا بِيدِهِ، وَفِيهِ كُلُّ شَيء يَفْعَلُ النَّاسُ مِنْ بَعْدِهِ، مَلِكٌ مَلِكٌ وَمَا يَمْلِكُ، وَمَا يَكُونُ فِي زَمَانِ كُلِّ مَلِكٍ مِنْهُمْ، حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنَ العَرَبِ مِنْ وُلْدِ إِسْماعِيل بن إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، مِنْ أَرْضٍ تُدْعَى تَهَامَةُ، مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: مَكَّةُ، يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ، الأنْجَلُ العَيْنَيْنِ، المَقْرُونُ الحَاجِبَيْنِ، صَاحِبُ النَّاقَةِ وَالحِمارِ وَالقَضِيبِ وَالتَّاجِ - يَعْنِي العمَامَةَ - لَهُ اثْنَا عَشَرَ اسْماً، ثُمَّ ذَكَرَ مَبْعَثَهُ وَمَوْلِدَهُ وَهِجْرَتَهُ، وَمَنْ يُقَاتِلُهُ وَمَنْ يَنْصُرُهُ وَمَنْ يُعادِيهِ، وَكَمْ يَعِيشُ، وَمَا تَلْقَى أُمَّتُهُ بَعْدَهُ إِلى أَنْ يُنْزِلَ اللهُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ مِنَ السَّماءِ، فَذَكَرَ فِي الكِتَابِ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ صلّى الله عليهم، هُمْ خَيْرُ مَنْ خَلَقَ اللهُ، وَأَحَبُّ مَنْ خَلَقَ اللهُ إِلى اللهِ، وَأَنَّ اللهَ وَلِيُّ مَنْ وَالاهُمْ، وَعَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمْ، مَنْ أَطَاعَهُم اهْتَدَى، وَمَنْ عَصَاهُم ضَلَّ، طَاعَتُهُم، للهِ طَاعَةٌ، وَمَعْصِيَتُهُم، للهِ مَعْصِيَةٌ، مَكْتُوبَةٌ فِيهِ أَسْمَاؤهُمْ وَأَنْسَابُهُمْ وَنَعْتُهُمْ، وَكَمْ يَعِيشُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَاحِداً بَعْدَ واحدٍ، وَكَمْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَسْتَتِرُ بِدِينِهِ وَيَكْتُمُهُ مِنْ قَوْمِهِ، وَمَنْ يَظْهَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللهُ عِيسَى صلّى اللهُ عَلَيْهِ عَلَى آخِرِهِمْ، فَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ، وَيَقُولُ: إِنَّكُمْ أَئِمَّةٌ لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَتَقَدَّمَكُمْ، فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ وَعِيسى خَلْفَهُ إِلى الصَفِّ الأَوَّلِ، أَوَّلُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ، لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ وَأُجُورِ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَاهْتَدَى بِهُدَاهُم».
وفي النسخة الأولى:
وَتِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ أَصْغَرِهِمَا وَهُوَ الحُسَيْنُ وَاحِداً بَعْدَ واحِدٍ، آخِرُهُمُ الذِي يُصَلِّي عِيسى بْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ، فِيهِ تَسْمِيَةُ كُلِّ مَنْ يَمْلِكُ مِنْهُمْ،
وَمَنْ يَسْتَتِرُ بِدِينِهِ وَمَنْ يَظْهَرُ. فَأَوَّلُ مَنْ يَظْهَرُ مِنْهُمْ يَمْلَأُ جَمِيعَ بِلادِ اللهِ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَيَمْلِكُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ عَلَى الأدْيَانِ كُلِّهَا.
مصادر الحديث:
* سليم بن قيس: ص١٥٢ - ١٥٤ - أبان عن سليم، قال:
* غيبة النعماني: ص٧٩، ب٤، ح٩ - ومن كتاب سليم بن قيس: ما رواه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، ومحمد بن همام بن سهيل، وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس الموصلي، عن رجالهم، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس. وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال: حدثني أحمد بن عبيد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني قال: حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، شيخ لنا كوفي ثقة قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام شيخنا، عن معمر، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي: - كما في كتاب سليم بتفاوت يسير.
* الفضائل: ص١٤٢ - ١٤٥ - عن سليم بن قيس، بتفاوت.
* الروضة في الفضائل: ص٢٤، عن سليم بن قيس، بتفاوت..
* إثبات الهداة: ج١، ص١٧٩، ب٧، ف٧، ح٥٩ - بعضه، عن الروضة في الفضائل المنسوب إلى الصدوق.
* عبد الرزاق: على ما في سند النعماني، ولم نجده في فهارسه.