عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«يَقُولُ القَائِمُ (عليه السلام) لأَصْحَابِهِ: يَا قَوْم إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لا يُرِيدُونَنِي، وَلكنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْهِمْ لأحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِي أَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْهِمْ. فَيَدْعُو رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: امْضِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقُلْ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ، أَنَا رَسُولُ فُلانٍ إِلَيْكُمْ، وَهُوَ يَقُولُ لَكُمْ: إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَالخِلافَةِ، وَنَحْنُ ذُرِّيَّةُ مُحَمَّدٍ وَسُلالَةُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّا قَدْ ظُلِمْنَا وَاضْطُهِدْنَا، وَقُهِرْنَا وَابْتُزَّ مِنَّا حَقُّنَا مُنْذُ قُبِضَ نَبِيُّنَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، فَنَحْنُ نَسْتَنْصِرُكُمْ فَانْصُرُونَا. فَإِذَا تَكَلَّمَ هَذَا الفَتَى بِهَذَا الكَلامِ أَتَوا إِلَيْهِ فَذَبَحُوهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ، وَهِيَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ.
فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ الإِمام قَالَ لأَصْحَابِهِ: أَلَا أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لا يُرِيدُونَنَا، فَلَا يَدَعُونَهُ حَتَّى يَخْرُجَ فَيَهْبِط مِنْ عَقَبَةِ طُوَى فِي ثَلاثِمائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ، حَتَّى يَأْتِيَ المَسْجِدَ الحَرَامَ، فَيُصَلِّي فِيهِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ أَرْبَعَ ركعَاتٍ، وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى الحَجَرِ الأَسْوَدِ، ثُمَّ يَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَيَذْكُرُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله) وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.
فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَضْرِبُ عَلَى يَدِهِ وَيُبَايِعُهُ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَيَقُومُ مَعَهُمَا رَسُولُ اللهِ وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ، فَيَدْفَعانِ إِلَيْهِ كِتَاباً جَدِيداً هُوَ عَلَى العَرَبِ شَدِيدٌ بِخَاتَمٍ رَطبٍ، فَيَقُولُونَ لَهُ: اعْمَلْ بِمَا فِيهِ، وَيُبَايِعُهُ الثَّلاثُمائَةٍ وَقَلِيلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ.
ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَكُونَ فِي مِثْلِ الحَلْقَةِ. قُلْتُ: وَمَا الحَلْقَةُ؟ قال: عَشَرَةُ آلافِ رَجُلٍ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ يَهُزُّ الرَّايَةَ الجَلِيَّةَ وَيَنْشُرُها، وَهِيَ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) السَّحَابَةُ، (السَّحَابُ) وَدِرْعُ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) السَّابِغَةُ، وَيَتَقَلَّدُ بِسَيْفِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَآلِه) ذِي الفَقَارِ».
مصادر الحديث:
* السيد علي بن عبد الحميد: على ما في البحار.
* البحار: ج٥٢، ص٣٠٧، ب٢٦، ح٨١ - وبالإسناد (وروى السيد علي بن عبد الحميد بإسناده) يرفعه إلى أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في حديث طويل، إلى أن قال:
* إثبات الهداة: ج٣، ص٥٨٢ - ٥٨٣، ب٢٣، ف٥٩، ح٧٧٣ - أوله، عن البحار.