عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«انْتَهَى رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ، قَدْ جَمَعَ رَمْلاً وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَيْهِ، فَحَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ قالَ له: قُمْ يَا دَابّة اللهِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُسَمِّي بَعْضُنَا بَعْضاً بِهذَا الاسْمِ؟ فَقَالَ: لا وَاللهِ مَا هُوَ إِلّا لَهُ خَاصَّةً، وَهُوَ الدَّابَّةُ الَّتِي ذكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: ٨٢] ثُم قالَ: يَا عَلِيُّ، إِذَا كَان آخِرُ الزَّمَانِ أَخْرَجَكَ اللهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَمَعَكَ مَيْسَمٌ تَسِمُ بِهِ أَعْدَاءَكَ».
ملاحظة:
يظهر من أحاديث الشيعة الواردة في تفسير قوله تعالى ﴿أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ أن ذلك يكون بعد الإمام المهدي (عليه السلام) في الرجعة، أي رجعة النبي (صلى الله عليه وآله) وعدد من الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) إلى الدنيا، وحكم عدد منهم فيها إلى ما شاء الله. وأنه يوجد ارتباط بين رجعة علي (عليه السلام) وبين خروج الدابة، بل تذكر بعض الروايات أن الدابة الموعودة في الآية هي علي (عليه السلام) وأنه يخرج بأحسن صورة خلافاً للروايات المتقدمة من مصادر أهل السنة. وبعضها تنفي أن يكون علياً (عليه السلام) هو الدابة الموعودة، وبعضها تقول إنه (عليه السلام) صاحب الدابة.
مصادر الحديث:
* تفسير القمي: ج٢، ص١٣٠ - حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
* تأويل الآيات: ج١ ص٤٠٦ ح١١ - عن القمي، مرسلاً، وفيه: «وهو راقد في المسجد... يا دابة الأرض...» ثم قال: «فليس هذا الاسم إلّا لعلي (عليه السلام)».
* تفسير الصافي: ج٤ ص٧٤ - عن القمي، مرسلاً، وفيه: «دابة الأرض، بدل دابة الله».
* الإيقاظ من الهجعة: ص٢٥٧، ب٩، ح٤٢ - آخره، عن القمي.
وفي: ص٣٤٢ ب١٠ ح٧٢ - عن القمي بتفاوت يسير، وفيه: «فحركه من رجليه وقال: قم يا دابة الأرض».
* البرهان: ج٣ ص٢٠٩ ح٣ عن القمي، وفيه: «...وهو قائم» بدل «وهو نائم... يا دابة الأرض».