الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
العدالة لا تعني المساواة بل اعطاء كل ذي حق حقه، ولا يعني ذلك المحاباة أو الاستثناء الاعتباطي، كما قد تفعل بعض الجهات السلطوية في تقريب من تشاء أو أبعاد من تشاء من الناس، بل هي قوانين كلية تجري على الجميع وتتعامل معهم على ضوء ما يملكونه من مؤهلات وحقوق، وإذا كان الأمر كذلك فليس من العدل أن نتعامل مع الناس بمستوى واحد ونساوي بين من ضحّى وصبر وبين من تقاعس وخذل، وهكذا هي سنة الله تعالى في تعامله مع عباده يقول تعالى: ﴿وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾، ولذا روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أن الإمام (عجّل الله فرجه) سوف يقبل توبة الضالين والمخالفين لو تابوا ورجعوا إلى الحق ولكن يبقى للشيعة المخلصين ممن تحملوا وزر المحنة والابتلاء في عصر الغيبة الكبرى ميزة وخصوصية تجعلهم يفترقون عمن سواهم في طبيعة تعامله (عجّل الله فرجه) معهم كوفاء منه لمواقفهم وتضحياتهم، فقد سأل عبد الحميد الواسطي الإمام الباقر (عليه السلام) قائلاً: أصلحك الله إن هؤلاء المرجئة [أحدى الفرق المخالفة] يقولون: ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء! فقال: يا عبد الحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه، قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟ قال: لا أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها، لا يسعنا في ديننا إلّا ذلك. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٨١]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)