الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
كل شيء يتعلق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مادياً ومعنوياً وهو ما يسمى بمواريث الرسالة فالأمور المادية مثل الدرع والراية والعمامة وغيرها.
والأمور المعنوية مثل العلم والقرآن المنزل على قلب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مع التفسير الواقعي.
ومن الروايات الدالة على ذلك ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: إنَّ السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح كما يدور حيث دار التابوت. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص١٩٧، باب ما عند الأئمَّة من سلاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...، ح٧]
وعن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن علي بن سعيد، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته يقول: إنَّ عندي لخاتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودرعه وسيفه ولواه. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص١٨٠، باب في الأئمَّة (عليهم السلام) أنَّهم أُعطوا الجفر والجامعة...، ح٣٠]
عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: ألَا أُريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟، فقلت: بلى، قال: فدعا بقمطر [القمطر: ما يصان فيه الكتب. (الصحاح للجوهري: ج٢، ص٧٩٧ -مادَّة قمطر)]، ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره، فإذا في كمّه الأيسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي عليه دم يوم ضُرِبَت رباعيَّته، وفيه يقوم القائم، فقبَّلت الدم ووضعته على وجهي، ثمّ طواه أبو عبد الله (عليه السلام) ورفعه. [الغيبة للنعماني: ص٢٥٠، ب١٣، ح٤٢]
وعن الإمام الرضا (عليه السلام): ويستوي عليه درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). [عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج١، ص١٩٢، ح١]
وفي رواية الإمام الباقر (عليه السلام) في علامات الإمام (عجّل الله فرجه): وإذا لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانت عليه وفقاً، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً.
وهي رواية جليلة شريفة، تذكر عدَّة علامات للإمام هي في الحقيقة من مقاماته العظيمة، نذكرها للفائدة: قال (عليه السلام): للإمام عشر علامات: يُولَد مطهَّرا مختوناً، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب، ولا يتمطّى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانت عليه وفقاً، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً، وهو محدَّث إلى أن تنقضي أيّامه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٨٨ و٣٨٩، باب مواليد الأئمَّة (عليهم السلام)، ح ٨]
وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جُعلت فداك، إنّي أُريد أن ألمس صدرك. فقال: افعل، فمسست صدره ومناكبه، فقال: ولِمَ يا أبا محمّد؟، فقلت: جُعلت فداك، إنّي سمعت أباك وهو يقول: إنَّ القائم واسع الصدر مسترسل المنكبين عريض ما بينهما، فقال: يا [أبا] محمّد، إنَّ أبي لبس درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكانت تستخب على الأرض، وأنا لبستها فكانت وكانت، وإنَّها تكون من القائم كما كانت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مشمرة، كأنَّه ترفع نطاقها بحلقتين، وليس صاحب هذا الأمر من جاز أربعين. [بصائر الدرجات: ص٢٠٨ و٢٠٩، باب ما عند الأئمَّة (عليهم السلام) من سلاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)...، ح ٥٦]
وفي رواية أُخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) يذكر فيها بعض مواريث الأنبياء (عليهم السلام) التي ورثها أهل البيت (عليهم السلام): ولقد لبس أبي درع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فخطَّت على الأرض خطيطاً، ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢٣٣، باب ما عند الأئمَّة (عليهم السلام) من سلاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومتاعه، ح١]
(وروي أنَّ الحسني سيطلب من الإمام (عجّل الله فرجه) إخراج هذا الدرع وارتداءه ليُثبِت للناس أنَّه المهدي الموعود). [موجز دائرة معارف الغيبة: ص٦٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)