الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: السفراء لم يكونوا بمثابة مراجع الدين الذين يستنبطون الأحكام الشرعية من ظواهر الروايات وإنما كانوا ينقلون نص الفتاوى والروايات من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وقد قال الإمام العسكري (عليه السلام) لأحد أصحابه: العمري وابنه ثقتان فما أدَّيا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان...، وقال الشيخ الحسين بن روح لمحمد بن إبراهيم بن إسحاق: يا محمد بن إبراهيم، لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبُّ إليّ من أن أقول في دين الله تعالى برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة (عليه السلام). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٥٠٨-٥٠٩، ب٤٥، ح٣٧]
ثانياً: إن مسألة الرجوع إلى الفقيه في معرفة الحكم الشرعي كانت من زمن حضور الإمام وظهوره فالإمام الصادق (عليه السلام) كان يأمر الشيعة بالرجوع إلى أمثال يونس بن عبد الرحمن وزكريا بن آدم وزرارة وغيرهم في معرفة الأحكام الشرعية، ومن ذلك ما ورد أن أبا جعفر (عليه السلام) قال لأبان بن تغلب: اجلس في مجلس المدينة وافت الناس، فإني أحبُّ أن أرى في شيعتي مثلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)