الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي تطرقت إلى حرمة تسمية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عدة طوائف:
الطائفة الأولى: الحرمة مطلقاً، كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٣]، وما ورد عن الإمام الهادي (عليه السلام): لا يحل لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمد (عليهم السلام). [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٢٨]
الطائفة الثانية: حرمة ذكره باسمه (عجّل الله فرجه) إلى زمن ظهوره (عجّل الله فرجه) ما رواه عبد العظيم الحسني عن الإمام الهادي (عليه السلام): لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. [الأمالي للشيخ الصدوق: ص٤١٩]، وما روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله (عزَّ وجل) فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٦٩]
الطائفة الثالثة: التي تعلل الحرمة في ظرف معين، كما روى أبو عبد الله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) أن أسأل عن الاسم والمكان، فخرج الجواب: إن دللتهم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٣]، وما خرج من التوقيع الشريف عنه (عجّل الله فرجه): ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٨٢]، وما أجاب به السفير الأول عثمان بن سعيد العمري (رضوان الله عليه) لما سأله عبد الله بن جعفر الحميري عن اسمه الشريف فقال: محرَّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، وليس لي أن أُحلِّل وأُحرِّم، ولكن عنه (عليه السلام)، فإنَّ الأمر عند السلطان أنَّ أبا محمّد (عليه السلام) مضى ولم يخلف ولداً، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتَّقوا الله وأمسكوا عن ذلك. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٠]، وفي رواية أخرى: إياك أن تبحث عن هذا فان عند القوم أن هذا النسل قد انقطع. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٤٢]
الطائفة الرابعة: ما دلت على جواز ذكره، ما رواه محمد بن إبراهيم الكوفي: إن أبا محمد (عليه السلام) بعث إلى بعض من سماه لي بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقيقة ابني محمد. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٣٢]، أو ما روي عن جابر الأنصاري في لوح الزهراء (عليها السلام) المتضمن لاسمه الشريف [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٥٢٨]، أو ما رواه سلمان الفارسي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله. [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص٤٤٩]
واختلف العلماء تبعاً لهذه الروايات بين من قال بحرمة التسمية مطلقاً حتى خروجه (عجّل الله فرجه)، كالشيخ الصدوق والمفيد والطبرسي والمجلسي، وهناك من ذهب للحرمة في ظرف التقية لا مطلقاً، وهو رأي الأربلي والحر العاملي والفيض الكاشاني، وهناك من ذهب إلى الحرمة في زمن الغيبة الصغرى نسبه الشيخ المجلسي لبعض العلماء، ومن المتاخرين ذهب إليه السيد الخوئي (رحمه الله) فقد سئل عن ذلك فأجاب: لا تعم تلك زماننا هذا. [صراط النجاة للسيد الخوئي: ج١ ص ٤٦٧]، والقدر المتيقن من الحرمة هو الزمن الماضي أو لظرف التقية، كما روي ذلك لبقية الأئمة (عليهم السلام)، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): إياكم وذكر علي وفاطمة (عليهما السلام) فإن الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر علي وفاطمة (عليهما السلام) [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص١٥٩]، وفي بقية أسمائه الشريفة والقابه (عجّل الله فرجه) مندوحة لمن أراد الاحتياط والتحرز.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)