الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا مانع عقلياً من رؤية الإمام (عجّل الله فرجه) ولا دليل على امتناع وقوع تلك الرؤية.
ولكن القاعدة الأولية في رؤيته (عجّل الله فرجه) هي أن يتم اللقاء مع تمام الحفاظ على حياة الإمام (عجّل الله فرجه) وسلامته، فإذا توفر هذا الشرط المهم أمكن رؤيته، وهو ما أشار إليه الشيخ أبو سهل النوبختي حيث أشار إلى أن الشيء المهم في لقائه (عجّل الله فرجه) هي الوثاقة بدرجة كبيرة بحيث يؤمَن بها على حياته (عجّل الله فرجه).
حيث ورد أنه سُئل الشيخ أبو سهل فقيل: كيف صار هذا الأمر (أي السفارة عن الإمام) إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟
فقال: هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو علمتُ بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة (على مكانه) لعلّي كنتُ أدلُّ على مكانه، وأبو القاسم، فلو كانت الحجة تحت ذيله وقُرَض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه... [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٩١]
وبعد هذا، فقد دلّت الروايات الشريفة على إمكانية رؤيته (عجّل الله فرجه)، بل ووقوعها، فعن السفير الثاني محمد بن عثمان: إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه.
وعليه، فرؤيته يمكن أن تكون مع المعرفة، وهذه يشترط فيها ذلك الشرط المهم وغيره من الشروط كالمصلحة التي يشخّصها الإمام (عجّل الله فرجه)، ويمكن أن تكون بلا معرفته، وهذه ممكنة لكل الناس، بل هو الواقع، هذا بالإضافة إلى العدد الغفير من العلماء الذين يوثَق بكلامهم ويُصدَّقون في دعواهم قد ادعوا مشاهدته (عجّل الله فرجه) بما لا يقبل التشكيك.
وينبغي الالتفات إلى قضية مهمة، وهي: أننا وإنْ كنا لا نراه اليوم ولكن ينبغي أن يرانا هو (عجّل الله فرجه) على حال حسنة في علاقتنا مع الدين عموماً.
فينبغي العمل على إرضائه (عجّل الله فرجه) بالالتزام بالتعليمات الإسلامية وعدم مخالفته في شيء من ذلك.
ولعل أقوى مانع من رؤيتنا له (عجّل الله فرجه) هو إقامتنا على الذنوب، وهو ما ربما يشير إليه (عجّل الله فرجه) في مكاتبته للشيخ المفيد (قدّس سرّه): ولو أن أشياعنا -وفقهم الله لطاعته- على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمنُ بلقائنا... .
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)