الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في كتاب الغيبة للنعماني: ص٣٠٩، ب١٧، ح٦، عن يعقوب السراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو أمية، وأهل البصرة، وأهل دست ميسان، والأكراد، والأعراب، وحنبة وغني وباهلة وأزد وأهل الري.
وبغض النظر عن سند هذه الرواية نقول:
أولاً: لا تدل الرواية على أن هذه المدن والطوائف كلها بجميع من ينتمي إليها سيحاربون الإمام (عجّل الله فرجه)، فالرواية تصدق ولو بمحاربة بعض من أهاليها للإمام (عجّل الله فرجه)، وهذا أمر لا يبعث على الخوف بقدر ما يبعث على الحذر والعمل على أن يكون الفرد من أنصار الإمام (عجّل الله فرجه).
وبعبارة أخرى: الرواية لم تنفِ نصرة كل أفراد تلك المدن والطوائف للإمام (عجّل الله فرجه)، بل أثبتت محاربتهم للإمام (عجّل الله فرجه) بنحو الإهمال الذي يصدق على بعض الأفراد.
ثانياً: إن مثل هذه الأمور هي من الأمور الخاصة بزمن الظهور، فالمقصودون فيها من الأكراد ليسوا نفس الأكراد الموجودين اليوم فلا مبرر لانزعاج الأكراد من هذه الرواية، تماماً كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أهل الكوفة (مللتهم وملّوني) أو (ملأتم قلبي قيحاً) فهذه الكلمات خاصة بمن عاصر أمير المؤمنين (عليه السلام) من أهل الكوفة ولا تشمل كل من وُجِد من أهلها في كل الأعصار والأزمان، فالقضية خارجية لا حقيقية كما قالوا في علم المنطق، هذا بالإضافة إلى أن الرواية لم تحدد أن الكرد الذين يقاتلهم الإمام (عجّل الله فرجه) ويقاتلونه هم كرد العراق، فإن الأكراد موجودون في أكثر من خمس دول.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)