الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا أنه لا يقبل التوبة من أحد فهذا ما لا يرتضيه الدليل بل الدليل، على عكسه ويمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/questions-٢٥٦
وأمّا أنه يقتل كل من يقف في وجهه من دون إعطائه أي فرصة فهذا ما لا يمكن قبوله، لعدة جهات:
١- ما ورد من أنَّه يُرسِل النفس الزكية للتعريف به وبحركته في محاولة للإقناع من دون قتال، ولو كان لا يقبل توبة أحد فلماذا يُرسِل لهم رسولاً منه محاولاً هدايتهم للطريق الحقّ؟
٢- ما ورد من أنَّه سيناقش أهل الديانات ويُثبِت لهم بالدليل أنَّه المنقذ والمخلِّص والمهدي.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: ... فإنَّما سُمّي المهدي لأنَّه يهدي لأمرٍ خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان... . [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥١، ص٢٩، ح٢ - وعن علل الشرائع: ج١، ص١٦١، ب١٢٩، ح٣]
٣- ما ورد من أنَّه يبعث بعض أصحابه إلى المدن (مثل القسطنطينية)، فيفتح الناس لهم أبوابها سلماً عندما يرونهم يمشون على الماء.
عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليه السلام)، قال: إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كلّ إقليم رجلاً، يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون. [الغيبة للنعماني: ص٣٣٤ و٣٣٥، ب٢١، ح٨]
إنَّ هذه الرواية واضحة في أنَّ الإمام (عجّل الله فرجه) كان قد أرسل جنوده للقتال، لذلك لم تقل: إنَّه أرسل علماء أو رسل سلام، بل قالت: إنَّه يبعث جنداً، وهذا واضح الدلالة على إرادة الحرب، ولكن أُولئك الروم وبعد أن يروا كرامات جنده يفتحون أبواب مدينتهم سلماً، فجند الإمام (عجّل الله فرجه) آنذاك يدخلون المدينة من دون أن يهريقوا محجمة دم، ممَّا يعني قبول الإمام لتوبة أُولئك الروم.
وغيرها من النصوص الصريحة في كونه سيفتح باب النقاش على مصراعيه لكلّ طالب حقيقة.
٤- ما ورد في وصفه بأنه رحمة للعالمين، كما في حديث اللوح: والخازن لعلمي الحسن، ثمّ أُكمل ذلك بابنه، رحمةً للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيّوب... . [الإمامة والتبصرة: ص١٠٣ – ١٠٦، ح٩٢]
٥- ما ورد من أن الحسني سيطالبه بما ثيبت أن الحق، فيفعل، فقد روي: ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً، فيقول له: أنا أحقُّ منك بهذا الأمر، فيقول له: هات علامة، هات دلالة، فيومئ إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضرّ ويعشوشب، فيُسلِّم إليه الحسني الجيش، ويكون الحسني على مقدمته... . [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص٢٩٥ و٢٩٦]
وغيرها من النصوص الصريحة في كونه سيفتح باب النقاش على مصراعيه لكل طالب حقيقة.
نعم قد جعل آخر الدواء الكي.
ولذا سيستخدم الإمام (عجّل الله فرجه) عنصر القتل إذا اقتضت الظروف ذلك كما كان يفعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكما أمر الإسلام بذلك عندما أمر بجهاد الكفار وقتلهم.
وبعبارة أخرى: من مجموع الروايات الشريفة، نستكشف أن أسلوب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في المواجهة هي مواجهة المقابل بنفس الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها المقابل، فمن يعتمد الأدوات العلمية والبرهانية يستخدم معه الأسلوب العلمي البرهاني كما هو الحال في إقناعه علماء اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل غير المحرفين، ومن يستعمل أسلوب القوة والبطش، فلا ينفع معه ذلك الأسلوب العلمي، بل لابد من مواجهته بنفس الأدوات والوسائل التي بنى عليها أمره، ولا شك أن الحكام الظالمين لا منطق لهم سوى منطق القوة، فلا محالة سيواجههم بنفس الأسلوب.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)