الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: لقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٥١] أنه قال: الحسين بن علي منهم، ولم يُنصر بعد، ثم قال: والله لقد قُتل قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يُطلَب بدمه بَعد. [كامل الزيارات لابن قولويه: ص١٣٤]
وثانياً: إن الحسين (عليه السلام) يمثل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمدي الأصيل، فكل من رضي بقتله يُعتبر قاتلاً له، ولذلك سيقوم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بقتل كل من رضي بقتله (صلوات الله عليه) وإن لم يباشر القتل، فقد ورد أن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك. فقلت: فقول الله (عزَّ وجلَّ) ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع أقواله -لكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب كان الراضي عند الله شريك القاتل- وإنما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)