الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لابد أن نعرف أولاً أن الغيبة لم تكن من الله تعالى؛ لأنه خلاف اللطف الذي يفعله الله (جلَّ وعلا) لموافقته للحكمة، ولم تكن هي من الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)؛ لأنه خلاف ما أوكل إليه من مهام الإمامة.
وإنما هي من الناس بسبب عدم قيامهم بالواجب عليهم من إقامة الحجة واتّباعه، بل عملوا على ملاحقته (عجّل الله فرجه) ولذلك ورد في الروايات أن من أسباب غيبته (عجّل الله فرجه) هو الخوف على نفسه من القتل، الخوف الذي لا يعني أكثر من خوفه على دين جده المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الضياع وعلى الهدف الإلهي في إقامة الدولة العادلة من عدم التحقق.
وإنما لم يواجه القتل كآبائه (عجّل الله فرجه) لأن آباءه كان كل واحد منهم يوكِل مهام الإمامة إلى خلفه، وهذا بخلافه (عجّل الله فرجه) فهو خاتم الأئمة، فلو ذهب لما بقي أحد يحقّق الهدف الإلهي، لذلك لزم أن يحافظ على نفسه إلى أن يأذن الله له بالظهور.
مضافاً إلى أن قولك (يرسل أولياءه جهاراً للناس) ليس قاعدة مطردة ولا قانوناً إلهياً فقد قال تعالى: ﴿وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ﴾ [الحج: ٤٥] وفسرت في روايات أهل البيت (عليهم السلام) بغيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي هو البئر المعَطلة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة. إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيناته. [نهج البلاغة: ج٤، ص٣٧]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)