أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » السفراء والفقهاء » (٦٧٥) انتشر في الآونة الأخيرة مقطع مرئي لسماحة السيد كمال الحيدري...

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 السفراء والفقهاء

الأسئلة والأجوبة (٦٧٥) انتشر في الآونة الأخيرة مقطع مرئي لسماحة السيد كمال الحيدري...

القسم القسم: السفراء والفقهاء السائل السائل: عبد الله الجعفري الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/١٠/٣٠ المشاهدات المشاهدات: ٦٠٦٠ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

انتشر في الآونة الأخيرة مقطع مرئي لسماحة السيد كمال الحيدري، وهو يُثير بعض الاستفسارات حول إمكانية عمل السفراء في الدولة العباسية، رغم أن العباسيين كانوا يبحثون عن أي خيط يوصلهم إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فهل يُعقل أن يعمل السفراء بحرية رغم أنهم كانوا معروفين في الأوساط العامة ولا تتبعهم السلطة العباسية ليصلوا من خلالهم إلى الإمام (عجّل الله فرجه)؟ إن هذا غير ممكن إلا إذا قلنا بأن السفراء كانوا على علاقة مع السلطة، أو قلنا إنهم لم يكونوا يلتقون بالإمام أصلاً.
ونص كلامه (بينكم وبين الله، عموم الشيعة يعرفون هذوله النواب الآن، عود السلطة بكل مخابراتها وجواسيسها ميدرون هذوله نواب الإمام، عود ميكدرون يتابعوهم يشوفون وين يرحون... إلى ان قال: لو لا بد تشكك في من؟ في السفراء الأربعة تكول بابا لابد ذوله ارتباطهم بالسلطة بعبارة أخرى هذولة مخترقين الأئمة).
نرجو من مركزكم بيان حقيقة الحال في هذه الشبهة.


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكد التاريخ أن الدولة العباسية كانت تترصد بدقة كل التفاصيل التي من الممكن أن توصلهم إلى شخص المهدي الموعود للقضاء عليه قبل أن يزيل ملكهم، الأمر الذي دعاهم إلى المراقبة الدائمة للإمام العسكري (عليه السلام) وبيته، بل ونسائه (عليه السلام)، فضلاً عن المداهمات المفاجئة التي كان يقوم بها أجناد العباسيين أثناء وبعد حياة الإمام العسكري (عليه السلام).
وهنا طرح البعض شبهة حول عمل السفراء لفترة ما يقرب من سبعين سنة في تلك الدولة الظالمة والمتتبعة لأي خيط يوصل إلى المهدي، فكيف أمكنهم العمل وأداء مهمتهم الرسالية، والتواصل مع الشيعة من جهة، ومع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من جهة أخرى، أ فهل يمكن أن نتعقل ذلك؟
وللجواب عن هذه الشبهة نبين النقاط التالية:
النقطة الأولى: أن طرح مثل هذه الشبه لا شك أنه لا يُراد منها إقامة الحق أو الدفاع عن المذهب، خصوصاً إذا طُرحت من دون جواب مناسب، أو إذا طُرحت بأسلوب تهكمي أو بأسلوب يوحي بأنه لا جواب عنها.
لذلك يلزم على المؤمن أن يتحرى الطرق المناسبة لطرح الشبه لو كانت عنده شبهة، بأن يطرحها على المتخصصين في المجال الذي طرأت عليه الشبهة، وأن لا يُطبّل لشبهة بائسة ويصورها على أنها شبهة عويصة لا حل لها، والحر تكفيه إشارة.
النقطة الثانية: من المفترض أن المؤمن يعتقد بأن الله تعالى كان ولا زال منبسط اليد في التصرف بالكون في كل مفرداته، فلم تكن يده مغلولة كما قالت اليهود غُلت أيديهم، وهو عز وجل كان قد وعد بأنه سيتولى الدفاع عن المؤمن بنفسه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج: ٣٨].
وقد أثبتت القدرة الإلهية حكمتها المطلقة في الحفاظ على أولياء الله تعالى بطريقة وبأخرى، فقد تعمل اليد الإلهية على أن يتربى الرسول في بيت عدوه، أو أن يُخفي عظمته إلى أن يحين الوقت المناسب، أو أن يشغل الظالمين بعضهم بالبعض الآخر ليكون الولي في مأمن من كيدهم، أو أن يُخفي حمل أمه به حتى لا يقع ولا تقع في أيدي السلطات الظالمة، وغيرها كثير.
ومعه، فليس من المنطقي أن يُشكك من يدّعي الإيمان بإمكان أن تراعي يدُ الغيب الإلهية أولئك السفراء ليؤدوا مهامهم على أحسن ما يمكن ولو في داخل رحم دولة ظالمة مستبدة.
النقطة الثالثة: إن التاريخ حفظ لنا وثائق عديدة عن العديد من أتباع الإمام المعصوم ممن كانوا يعملون في البلاط الظالم، وكان بعضهم مكشوف الأوراق أمام السلطان لكن من دون دليل ملموس، أي إن السلطان كان يعتقد في داخله بأن هذا الشخص هو (رافضي) باصطلاحه، ولكنه لم يستطع في العادة أن يحصل على وثيقة تُدينه، أو كان أصلاً لا يعلم بأنه من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وأشهر أولئك هو علي بن يقطين صاحب الإمام الكاظم (عليه السلام) الذي كان من وزراء هارون العباسي، والذي حاول الوشاة أن يوقعوا به في أكثر من مرة، ولكن الإمام الكاظم (عليه السلام) كان يوجهه بطرق مناسبة ليتخلص من كيد الفسقة [جاء في الخرائج والجرائج للراوندي: ج١، ص٣٣٤ – ٣٣٦، ف٨، ح٢٥ و٢٦، ما يؤكد هذا المعنى، فقد روي عن علي بن يقطين: إن هارون الرشيد خلع عليه دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، فأنفذها علي [بن يقطين] إلى [الإمام] موسى بن جعفر (عليه السلام) مع مال كثير، فرد الدراعة إلى علي بن يقطين، وقال: احتفظ بها فإنك تحتاج إليها. فبعد أيام صرف علي بن يقطين خاصا له عن خدمته [وكان] يعرف ميله إلى موسى (عليه السلام)، فسعى به إلى الرشيد، فقال: إنه يقول: بإمامة موسى بن جعفر، وقد بعث بتلك الدراعة إليه. فغضب الرشيد [من ذلك]. فقال: لأكشفن عن ذلك، فأحضر علي بن يقطين، وقال: ما فعلت بالدراعة التي كسوتك [بها]؟ قال: هي عندي في سفط. قال: أحضرها. فقال لغلامه: امض إلى داري وخذ السفط الذي في [الصندوق في] البيت الفلاني بختمي فجئني به. [فمضى الغلام وأحضر السفط ففتحه] فنظر الرشيد إلى الدراعة، فسكن من غضبه، وأعطاه جائزة أخرى، وضرب الساعي حتى مات.
وأيضاً روي أن علي بن يقطين كتب إلى [الإمام] موسى بن جعفر (عليه السلام): اختلف في (المسح على الرجلين)، فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت. فكتب أبو الحسن (عليه السلام): الذي آمرك به أن تتمضمض ثلاثاً، وتستنشق ثلاثاً، وتغسل وجهك ثلاثاً، وتخلل شعر لحيتك، وتغسل يديك ثلاثاً، وتمسح رأسك كله، وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما، وتغسل رجليك ثلاثاً، ولا تخالف ذلك إلى غيره. فامتثل أمره، وعمل عليه. فقال الرشيد [يوماً]: أحب أن أستبرئ أمر علي بن يقطين، فإنهم يقولون: إنه رافضي، والرافضة يخففون في الوضوء [فطلبه] فناطه بشيء من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة، فوقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين، ولا يراه هو، وقد بعث إليه بالماء للوضوء، فتوضأ كما أمره موسى (عليه السلام) (فقام الرشيد وقال): كذب من زعم أنك رافضي. فورد على علي بن يقطين [بعد ذلك] كتاب موسى بن جعفر (عليه السلام): من الآن توضأ كما أمر الله: اغسل وجهك مرة فريضة، وأخرى إسباغاً، واغسل [يديك] من المرفقين كذلك، وامسح مقدم رأسك، وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال ما يخاف عليك].
فلمَ نستبعد حصول مثل هذا الأمر مع السفراء خصوصاً وأن مهمتهم أخطر وأهم مما كان عليه علي بن يقطين.
خصوصاً وأن التاريخ قد حفظ لنا أن علياً بن يقطين قد سُدّد ونجى من السلطة الظالمة رغم أنه كان على احتكاك دائم ومباشر مع الخليفة الظالم، وكان يعمل بشكل مستمر تحت نظره، وأمّا السفراء فقد كانوا بعيدين نسبياً عن مباشرة الاحتكاك بالظالم، فلم نستبعد نجاتهم؟!
النقطة الرابعة: على أن السفراء (رضوان الله عليهم) كانوا يعملون وفق تخطيط محكم، بحيث كانوا يُبعدون أنظار السلطان عنهم، بل كانوا من الحنكة بحيث إنهم أخفوا عملهم إلّا عن الثلة المخلصة ومن يطمئنون بصدق ولائه، والشواهد على ذلك كثيرة، نذكر منها التالي:
أولاً: أن السفراء نقلوا عملهم من سامراء (التي هي عاصمة العباسيين آنذاك) إلى بغداد، والمسافة الفاصلة بين بغداد وسامراء كانت كافية في ذلك الوقت لإبعاد أنظار السلطان عنهم، أو على الأقل زيادة الصعوبة على السلطان في مراقبتهم ونقل الأخبار المباشرة عنهم.
ثانياً: كان السفراء لا يُعلنون بأنهم سفراء للإمام (عجّل الله فرجه) وإنما كانوا يُخفون ذلك تحت بعض العناوين الأخرى، ولذا فإن السفير الأول كان قد عُرف بأنه سمان، أي إنه يعمل بتجارة السمن تغطية على أمره.
ثالثاً: كان السفراء يعملون على العمل بالتقية المكثّفة، خصوصاً إذا اشتدّ الأمر عليهم، وهذا ما عُرف عن السفير الثالث الحسين بن روح (رحمه الله)، فقد روي أيضاً عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني أبو الحسن بن كبرياء النوبختي قال: بلغ الشيخ أبا القاسم (رضي الله عنه) أن بواباً كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره فلا والله ما ردّه إلى خدمته، وأخذه بعض الأهل فشغّله معه كل ذلك للتقية [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٨٦، ح٣٤٨].
وروى أبو نصر هبة الله بن محمد، قال: (حدثني أبو عبد الله بن غالب حمو أبي الحسن بن أبي الطيب قال: ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، ولعهدي به يوماً في دار ابن يسار، وكان له محل عند السيد والمقتدر عظيم، وكانت العامة أيضاً تعظمه، وكان أبو القاسم يحضر تقية وخوفاً.
وعهدي به وقد تناظر اثنان، فزعم واحد أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله ݕ ثم عمر ثم علي، وقال الآخر: بل علي أفضل من عمر، فزاد الكلام بينهما.
فقال أبو القاسم (رضي الله عنه): الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم علي الوصي، وأصحاب الحديث على ذلك، وهو الصحيح عندنا.
فبقي من حضر المجلس متعجباً من هذا القول، وكان العامة الحضور يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض.
فوقع عليّ الضحك فلم أزل أتصبّر وأمنع نفسي وأدسُّ كمي في فمي، فخشيت أن أفتضح، فوثبت عن المجلس ونظر إلي ففطن بي، فلما حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق، فخرجت مبادراً فإذا بأبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) راكباً بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره.
فقال لي: يا أبا عبد الله أيّدك الله لم ضحكت؟ فأردت أن تهتف بي كأنّ الذي قلته عندك ليس بحق؟
فقلت: كذاك هو عندي.
فقال لي: اتق الله أيها الشيخ فإني لا أجعلك في حل، تستعظم هذا القول مني، فقلت: يا سيدي رجل يرى بأنه صاحب الإمام (عجّل الله فرجه) ووكيله يقول ذلك القول لا يتعجب منه و[لا] يضحك من قوله هذا؟ فقال لي: وحياتك لئن عدت لأهجرنّك وودّعني وانصرف [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٨٤، ح٣٤٧].
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٢ / ٣.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016